هوس العلمانيين بانحلال المرأة
لرموز العلمانيين شيء كالهوس أو الجنون في المطالبة بسفور المرأة وانحلالها. لما أجرت مجلة دار الهلال استفتاء في عام 1923 وأرسلته إلى حوالي عشرين من النخبة المثقفة (شملت: ميخائيل نعيمة، سلامة موسى، محمد لطفي جمعة، الدكتور طه حسين، جبران خليل جبران، أمين واصف بك، الأمريكي وليم وريل ومصطفى صادق الرافعي)، جاءت إجابة سلامة موسى لتعكس هذا الهوس الفكري، وهذا الخبث الاعتقادي.
عرض الاستفتاء ثلاثة اسئلة:
1- هل تعتقدون أن نهضة الأقطار العربية قائمة على أساس وطيد يضمن لها البقاء أم هي فوران وقتي لا يلبث أن يخمد؟
2- هل تعتقدون بإمكان تضامن هذه الأقطار وتآلفها، ومتى وبأي العوامل، وما شأن اللغة في ذلك؟
3- هل ينبغى لأهل الأقطار العربية اقتباس عناصر المدنية الغربية وبأي قدر وعند أي حد يجب أن يقف هذا الاقتباس:
• في النظامات السياسية الحديثة • في الأدب والشعر • في العادات الاجتماعية • في التربية والتعليم.
وقد جاء في إجابة سلامة موسى على ذلك الاستفتاء ما يلي:
1- "ليست نهضة الأقطار العربية قائمة على أساس وطيد لأنها نهضة سياسية فقط وشرط النهضة أن تكون اجتماعية واقتصادية وأدبية، فلا يجب أن نرمي إلى تغيير نظامنا الحكومي فحسب بل تغيير نظام العائلة واعتبارات الطبقات الاجتماعية.. وسبيل ذلك إيجاد نظام لزواج مدني يعاقب فيه من يتزوج أكثر من امرأة واحدة ويمنع الطلاق إلا بحكم محكمة ويجيز زواج الأفراد ولو اختلفو دينيا. ثم يجب إدخال جميع الإصلاحات الأوروبية التي رفعت حال العامل وغيرت علاقته برأس المال والسير في السبل الاشتراكية المتعدلة ولكن الإصلاح نتيجة اختمار سابق تهيأ فيه العقول وخير تهيئة لعقول أبناء الأقطار العربية أن تنتشر بينهم حقائق التاريخ الطبيعي وأصول الأديان التاريخية والأفكار الديمقراطية الحديثة.
2- علة الأقطار العربية ورأس بلواها أننا مازلنا نعتقد أن هناك مدنية غير المدنية الأوربية. فآدابنا لاتزال في معترك بين آسيا وأوروبا. فيجب أن ننزع نحو أوروبا ونفتح أبوابنا على مصراعيها للحضارة الأوربية.. وليس هناك حد يجب أن نقف عنده في اقتباسنا من الحضارة الأوروبية والحقيقة كما قلت أن في العالم العربي الآن صراعًا بين المبادئ الآسيوية التي ينصرها ويذود عنها رجال الدين والمبادئ الأوروبية التي يدين بها ويعمل في نشرها طبقة صغيرة عددًا ولكنها كبيرة حرمة وجاهًا باعتبار أن في يدها مقاليد الأحكام. فهذه الطبقة تستطيع أن تحضر العالم العربي طفرة بسن القوانين كأن تعاقب مثلا المرأة المحجبة كما عاقبت حكومة الصين الرجال الذين يرخون ذؤابات على رءوسهم. ولا قبل لنا بانتظار التطور الاجتماعي لأن العالم يثب نحو الأمام. وواجب كتاب الصحف والمجلات أن يؤسسوا نوعا من الرقابة النيرة لمنع الرجعيين ذوي الثقافة الآسيوية من نشر آرائهم في صحفهم أو طبعها للجمهور؛ فلا ينبغي مثلا لصاحب المجلة أو الجريدة أن ينشر دفاعًا عن الحجاب أو ما شابه ذلك".
سلامة موسى الذي رضع أفكاره الخبيثة كثير من "النحبة" المثقفة على امتداد المائة سنة الأخيرة (من أمثال: يوسف إدريس وعلاء الأسواني وخالد يوسف وأشباههم ..) ينادي في هذا الوقت المبكر جدا بسن قوانين تصطدم مباشرة مع شرع الله (في الزواج والطلاق) وينادي ويحلم بمجتمع فيه رأي واحد فقط هو رأي العلمانية بحيث يتم منع من ينشر مجرد دفاع عن الحجاب في الصحافة. وفي مناسبة أخرى ذهب لأبعد من هذا، فقد دعا لمنع من يدافع عن الحجاب أن يعتلي منابر المساجد!
هذا هو هوس العلمانيين وكراهيتهم الأصيلة للإسلام وقيمه وأصوله. ولا يظن أحد أن كلام سلامة موسى كان نشازا، ويمكن لأي أحد أن يراجع ثناء النخبة المثقفة ومديحهم لهذا الرجل، ولقد قرأت حملة بالأهرام قبيل ثورة يناير تدعو "مكتبة الأسرة" أن تعيد نشر تراث هذا المفكر العظيم لتستنير بأفكاره الأجيال الناشئة، وهو ما حدث بالفعل فقد أعادت الهيئة العامة للكتاب نشر بعض كتبه في 2011، ووجدت دارين جديدتين للنشر تعيد نشر أعماله كاملة عامي 2011 و 2012.
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30].
المصدر: موقع قصة الإسلام
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة