طيفُ الحروب
لقد كانت مأساتي الأولى، هي أنّني وُلدت في هذه البقعة من العالم..
هذا ما كان يراودني كلما نشبت النيران في جسد غزّتي، التي ما زال طيف الحروب يلاحقنا فيها، النوم يجافينا جميعًا، وكأن كل نكبات البلاد انسكبت في قلوبنا دفعة واحدة.
قبل أيام قليلة كان الليل بمثابة فسحة راحة لي من كل شيءٍ، فيه أقرأ، أكتب، أدندن مع الكثير من أكواب القهوة التي أدمنتها بحب.
في لحظات قليلة، انقلب الحال وبتُّ فريسة لهذا الليل بعدما كنت سيّدته، الأصوات ذاتها تتردّد في رأسي وتأبى أن تغادرني، الوجوه المنكوبة حُفرت في ذاكرتي، ولم تعد عيناي تبصر سواها، والنوم الذي كنت أُجيده ببراعة، هجرني بلا عودة، والغصّة تكاد أن تفتك بي..
في كل ليلة أواجه الخيبات والأحزان وهموم البلاد كلها دفعة واحدة، فأبكي البلاد وبَكينا جميعًا، ثم أبكي على نفسي لأنني أرهقتها بكاء.
بسبب كل ذلك، في الأمس تملكني اليأس من كل شيء، حتى كاد أن ينزع بقايا الأمل الباقية لديّ، لكنني اليوم أقول: لا لليأس، كطائر الفينيق نحن نموت لنحيا من جديد؛ فكل موت ما هو إلّا ولادة جديدة، سنُشفى ونتعافى ونحيا لأننا نستحق ولأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
إلى هنا لم تعد الكلمات تصف حالنا، ولا الدموع تكفي لتُسعفنا..
يا غزّتنا، يا نكبتنا التي لا تنتهي، يا حبيبتنا، التي نعي ونُدرك أنها حتمًا ستنتصر نصرًا ممزوجًا بدماء شهدائنا العطرة، وآمال أطفالنا الأبرياء..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
هل تظنُّون؟!
السنوار... رسالة الرمق الأخير
فلْتَكُنِ العربيّة مادّة وازنة!
من شموس المشرقين.. في تاريخ هذا الدين!
فكُن إيجابيًّا