بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
تواجه المجتمعات والشعوب تحديات وتغييرات عدة، بل تقلبّات تطرأ على مجتمعاتها من وقت لآخر؛ فتتّسم كل حقبة بسماتٍ عدّة إمّا تكون إيجابيّة، فيتقدّم المجتمع ويستفيد المواطن، وينعم ويصبو إلى أهداف عدّة يطمح إليها في وطنه ومجتمعه، وإما تدهور في مجالات عدة، تسهم في تراجعه وخسارته وربّما لحد إحباطه لأنه خسر ماديّا ومعنويّا.
وهذا شيء طبيعي تعاني منه المجتمعات كافّة، ويعود لطبيعة الأوطان والحكام، والسياسات، والشعوب، والحضارة، والتفكير. ولكن طبعًا بدرجات متفاوتة. ولما كانت هذه التغييرات الاجتماعية ملاصقة للإنسان تؤثر وتتأثر به، لا بدّ لعناصر عدة في المجتمع أن يلحقها هذا التغيير، وتأخذ به شاءت أم أبت لأن النتائج ستكون في طبيعة الحال مرتبطة به.
والتربية ظاهرة اجتماعية ذلك لأنها لا تتم في فراغ أو دون وجود المجتمع، إذ لا وجود لها إلا بوجود المجتمع، وفضلًا عن ذلك فإنّ وجود الإنسان الفرد المنعزل عن مجتمعه أو جماعته لا يمكن تصوّره بل هو مستحيل.
والتربية في كل أحوالها لا تهتم بالفرد منعزلًا عن المجتمع؛ بل تهتم بالفرد والمجتمع معًا وفي وقت واحد من خلال اتصال الفرد بمجتمعه، وتفاعله معه سلبًا وإيجابًا، فتلعب دورًا مهما في حياة الأمم. فهي أداة المجتمع في المحافظة على مقوماته الأساسية من أساليب الحياة، وأنماط التفكير المختلفة كما تعمل على تشكيل مواطنيه والكشف عن طاقاتهم .
وبما أنّ التعليم هو المنطلق الأوّل الذي يمكن من خلاله للمجتمعات إما أن تبصر النور في مجالات عدة، وإمّا أن يلحقها التخلف، والتدهور تبعًا للتغييرات الاجتماعية العدة التي تؤثر بهذا القطاع التعليمي وتتأثر به. فإنّ الدول والمجتمعات تتحمّل المسؤولية الكبرى، وتقع على عاتقها أمانة النهوض بهذه المؤسسات التعليمية، لتواكب كل ما يطرأ من حولها من تغيرات طبيعية أو حضارية أو صحية أو أمنيّة، فإمّا أن تخلخله فيعاني ما يعانيه من ضعف ونقص، وإمّا أن تساهم في تقدمه ليغدو في الطليعة بوسائله واستراتيجياته، ومبانيه، ومناهجه.
فكمْ من مجتمعات أصبحت المؤسسات التربوية فيها متميزة واكبت الحداثة، والتطور، والتغيرات الإيجابية ،ولم تؤثر فيها التغيرات السلبية مهما كانت سواء كانت طبيعية كالكوارث، أو بشرية والتي هي من صنع الإنسان فتلك الدول أسّست وبنت لكي لا تتأثر وتنهار إثر أي تغيير.
حبّذا لو استطاعت كل المجتمعات المحافظة على التعليم وتحصينه كي يصمد ويبقى قويًّا لا ينهار فور تعرّضه لتغيير مهما كان.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن