حائز على دكتوراه، ورئيس تحرير مجلة الاقتصاد الإســــــلامي العالمية.
مؤشرات تَعافي الاقتصادَيْن السّوري واللبناني

ابتُلِيَتْ بلادُ الشام باستبداد السلطة، متمثِّلة بالنظام السوري البائد لأكثر من ستّة عقود، والذي بسط فيه نظام الأسد حكمه الظالمَ على سوريّة ولبنان فأساء للحجر وللبشر. وتدهور اقتصاد البلديْن معًا وضاقتْ المعيشة على سكّانهما.
واليوم وبعد مضيِّ أيّام معدودة على رحيل هذا النّظام، بدأت الحياة تدبُّ في المجتمع بكلّ أطيافه، فقد تنفَّس الناس الصعداء، وعاد الأمل بالنهوض حركة وبركة، فالشام أرض مباركة قد دعا لها صلوات ربّي وسلامه عليه فقال: «اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شَامِنا»، والبركة ستعمّ بلاد الشام وسيعود لها الازدهار، فالاقتصاد يقوم على الأمل الذي يبثّ في النفوس حبّ الحياة.
لقد انخفضت الأسعار بأكثر من الثلث مباشرة بعد سقوط النظام البائد، وهي تقابل الأتاوات والرشاوى التي تفشّت وسايرت فساد نظام الأسد البائد، وقد سارعت الحكومة الجديدة في سورية بإلغاء القرارات والمراسيم الجائرة ممّا زاد في طمأنة الناس وثباتهم. وكان أفضل ما جاءت به الإدارة الجديدة التوجّه نحو اقتصاد السوق بفسح الحرّيّات أمام الناس.
وزاد من الطمأنينة توافد البعثات العربيّة والأجنبيّة على سوريّة وعودة السفارات والقنصليّات لفتح مكاتبها ومقرّاتها في دمشق. وهذا مؤدّاه الاستقرار لتضافر الجهود المحليّة والدوليّة الذي يستلزم تخفيف العقوبات وصولاً لإزالتها لزوال السبب الذي فُرِضَت لأجله.
إنّ شيوع التفاؤل بين الشاميّين معناه عودتهم إلى الشام مع أموالهم وخبراتهم وتفانيهم في العمل، وستعود المصانع والمعامل والتجارات، وستعود أيضًا الثروات الباطنة والظاهرة الخاصّة بالدولة ليرفد كلُّ ذلك الاقتصادَ السوريَّ لينهض بفترة قياسيّة بعون الله تعالى وبركته وبركة دعاء رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا ما سينعكس على الاقتصادَيْن السوري واللبناني الشقيق، وسيكون أثر الاقتصاد الإسلامي واضحًا على الاقتصاد عمومًا.
إنّ حُسْن إدارة الموارد بشفافيّة سيكون له الدور الكبير في تحسّن الاقتصاد ورواجه؛ فبلاد الشام تتوسّط ملتقى القارات الثلاث برًّا وبحرًا وجوًّا، وتمتلك أربعة فصول مناخيّة، وقد حباها الله بثروات باطنيّة كالغاز والنفط والفوسفات وغيرها، وأرضًا زراعيّة خصبة، وماء عذبًا، ومواقعَ سياحيّةً جذّابة وآثارًا مُوغلة في القِدم، وكلّ تلك الموارد ستعود مصدرًا حيويًّا للبلاد إذا ترافقت بحسن الإدارة بشفافيّة، يُضاف إليها خبرات الموارد البشريّة وولاؤها وإخلاصها بالعمل المنتج.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
مؤشرات تَعافي الاقتصادَيْن السّوري واللبناني
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء السادس
وجوه النفاق.. في الدين والحياة
تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل
أشرَق الأمل... وعاد الحقُّ إلى أهله