مع اشتداد محنة أهل فلسطين المباركة: اللهم أنت المرتجى وإليك الملتجى

مصائبُ تنزل تترا تدقُّ نواقيس الخطر، وخُطوبٌ تُظِل القلوبَ فتُطفئ أنوارَها، وهمٌّ يخيّم على الناس فيُفسدُ عليهم حياتَهم، حتى يظنوا ألّا مَخرج لهم ولا منجى!
ولو تبصرنا الطريق لَعَلمنا أنّ المخرجَ أمامنا، وليس لنا في غَمرة هذه الظروف القاسية إلا أن نَفِرَّ إلى الله.
وما من أحدٍ يصيبُه كربٌ، أو تنزلُ به أو بأُمته مَلمَّةٌ تضيّق عليه الخِناق، فيستيقظُ من ليلِه وقتَ السَّحر، يُصلي ركعتين في ركنٍ من زوايا البيت، ثم يرفع كفّيه يدعو ربّه بتضرعٍ وافتقار، وفي يقينه أنه يراه ويسمعُه، ما مِن أحدٍ يلتجئُ إلى مولاه وهو صادقٌ في لجوئه، فيناجيه وهو يستحضِر في نفسِه مصداقَ إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربّه ينادي سبحانه: «مَن يدعُونِي فأستَجِيبَ له؟ مَن يسأَلُني فأُعْطِيَهُ؟ مَن يستَغْفِرُني فأَغْفِرَ لَهُ؟» متفق عليه.
ما مِن أحدٍ يفعلُ ذلك إلا استجاب الله له، وشرح صدرَه، وألهَمه التوفيقَ.
يا مَن ضاقتْ عليك الأرض بما رحُبت استعنْ بربك وتوكّل عليه وانهض من غفلتك، واحذر الشيطانَ الذي يسوّف لك أعمالك، أو يُؤيّسُك من آمالك، فإنه ليس بينك و أن تملأ حياتَك بالسعادة رغم المصائب المحيطة بك إلا أن تتضرعَ إلى الله بقلبٍ واجفٍ، وعَين دامعة.
ألا فاستحضِرْ أمرَ الله تعالى لك بالتضرّع إليه عند ذكره، في قوله تعالى: {واذكُرْ ربَّكَ في نفسكَ تضَرُّعًا وخِيفَةً}. وما ذلك إلا لما للتضرع من مكانة عند الله تعالى.
وانظرْ إلى هذا النداء الربّاني الرقيق الذي يدعو إلى التعجب من عظيم تلطّف الله تعالى بعباده: {ولَقد أرسلْنَا إلى أُممٍ مِن قبْلِك فأخذنَاهم بالبأساءِ والضرَّاءِ لعلّهم يتضرعون}.
فالشاهد في قوله سبحانه (لعلهم يتضرعون).
كرِّرها في نفسك فسترى في طيّاتها أرقَّ معاني اللطف وأعذبه، وأن لك ربًّا رحيمًا يحبّ أن يراك في موطن تفزع إليه من مشاغل الدنيا ومن مغرياتها الخادعة ومن وجاهتها المزيفة ومن الاستقواء بالناس، يريد منك أن تلتجئ إليه، تشكو إليه لا إلى غيره، تستغفره من ذنوبك مهما عظُمت، تطلب منه الحول والقوة..
وحينذئذٍ سترى العجب من اليُسرِ والتوفيق.
وكم يُسرٍ أتى من بعد عسرٍ وفرَّجَ لوعةَ القلب الشجيّ
وكم همٍّ تُساء به صباحًا فتعقبُه المسرَّةُ بالعشيّ
إذا ضاقتْ بك الأسباب يومًا فثقْ بالواحدِ الأحد العليّ
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
مع اشتداد محنة أهل فلسطين المباركة: اللهم أنت المرتجى وإليك الملتجى
حب الرسول محمد ﷺ واتباع سنته
الاستعداد للعام الدراسي الجديد: كيف نحمي أولادنا من التنمر؟
ذكرى المَولد النبويّ الشريف: بلغة الشوق والحبّ
ميلاد محمد ﷺ: حين أشرقت الأرض بغير شمس