تحديات المرأة المسلمة في العصر الحديث وكيفية التصدي لها

تعيش المرأة المسلمة اليوم في عالم متغيِّر، يفرض عليها تحدِّيات متسارعة على المستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي، في ظلِّ عَوْلمة متنامية وثقافة استهلاكية متزايدة. ورغم هذه التحديات، يبقى للمرأة المسلمة رصيدها الإيماني والشرعي الذي يمكن أن تستند إليه لتثبت وجودها وتؤدي رسالتها بوعي وثبات.
أولًا: التحديات التي تواجه المرأة المسلمة
التحديات الفكرية والثقافية
تواجه المرأة محاولات متكررة للتأثير على هويتها الدينية، عبر الدعوة إلى تقليد النماذج الغربية في الحرية والمساواة، والتشكيك في أحكام الشريعة الخاصة بالأسرة والمرأة، مما قد يخلق صراعًا داخليًا بين قيمها الإسلامية وضغوط المجتمع العالمي.
التحديات الاجتماعية
من أبرزها ارتفاع نسب الطلاق وتفكك الأسر، وضغوط التوفيق بين المسؤوليات الأسرية والعملية، إضافة إلى بعض الممارسات الاجتماعية التي تهمّش دور المرأة أو تنتقص من قيمتها.
التحديات الاقتصادية
تعاني كثير من النساء من صعوبة الحصول على فرص عمل عادلة، أو من استغلالهن في وظائف بأجور زهيدة، فضلًا عن التأثر بثقافة الاستهلاك التي تضعف استقرارهن المالي والأسري.
التحديات الأخلاقية والسلوكية
الانفتاح الإعلامي وانتشار مواقع التواصل أتاحا كثيرًا من الفتن، كالدعوة إلى التخلي عن الحجاب والحياء، أو الانجراف وراء الموضة والإباحية، إضافة إلى انتشار ظواهر التحرش والعنف الأسري.
التحديات التربوية
تربية الأبناء في عصر التكنولوجيا والإعلام المفتوح باتت من أصعب المهام، إذ تحتاج المرأة إلى جهد مضاعف لغرس القيم الدينية، ومراقبة ما يتعرض له الأبناء من مؤثرات خارجية.
ثانيًا: كيفية التصدي لهذه التحديات
التمسك بالهوية الإسلامية
عبر تعلم العلم الشرعي الصحيح، والاعتزاز بالحجاب والحياء، والثبات أمام محاولات التغريب.
تحقيق التوازن بين الأدوار
فالأمومة ورعاية الأسرة مسؤولية عظيمة لا تتعارض مع سعي المرأة لتحقيق طموحاتها العلمية والعملية في إطار الشرع.
التمكين بالعلم والمعرفة
إذ يُعَد التعليم واكتساب المهارات وسيلة لحماية المرأة من التبعية، ويمنحها القدرة على المشاركة الفاعلة في المجتمع.
بناء شبكة دعم قوية
من خلال التمسك بالأسرة والبيئة الصالحة، والانخراط في الجمعيات والمبادرات الدعوية والاجتماعية.
تربية الأبناء تربية إيمانية
وذلك بغرس العقيدة منذ الصغر، وتقديم القدوة الحسنة، وتنمية الرقابة الذاتية لديهم.
الجهاد الأخلاقي
عبر مقاومة الشهوات والفتن، ونشر القيم الإسلامية في المحيط الأسري والاجتماعي.
ثالثًا: وسائل عملية
- تقوية الصلة بالله بالعبادة والذكر والدعاء.
- حضور المجالس العلمية والدروس الشرعية.
- قراءة سير الصحابيات والقدوات التاريخية.
- استخدام وسائل الإعلام والتقنية لنشر القيم، لا لنشر التفاهة.
- الصبر والثبات على الطريق المستقيم مهما كثرت المغريات.
إن المرأة المسلمة، رغم ما يواجهها من تحديات في العصر الحديث، قادرة على أن تكون نموذجًا مضيئًا للثبات والإيجابية إذا تشبَّثت بدينها، وتزوَّدت بالعلم، وأحسنت التوفيق بين أدوارها المختلفة. فهي حافظة للأسرة، ومربية للأجيال، وشريكة في نهضة المجتمع، ودرع متين يحفظ الهوية الإسلامية من الذوبان.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تحديات المرأة المسلمة في العصر الحديث وكيفية التصدي لها
مشهد غزة: عار للأمة أم صعود للقمة؟
البينونة الـمفتَعَلة بين دراسة الـنّصوص والعصور الأدبيّة
التكنولوجيا وأثرها على الأسرة بين الإيجابيات والسلبيات
الأسرة في مرمى التغيير: قانون جديد أم مشروع تفكيك؟