روائع من كلم النبوة
قال عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم:"ما رأيت مثل الجنة نام طالبها وما رأيت مثل النار نام هاربها" حديث حسن بطرقه.
فما أتمَ شفقته، وأكمل رأفته، وأعظم رحمته، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه.
فهو يستغرب عليه الصلاة والسلام كيف أن الخلق يتباطؤون عن الاجتهاد في طلب الجنة وهي ما هي!! حتى إن بعضهم في غفلتهم عنها ونسيانهم لها وعدم اكتراثهم بها كالنائمين، مع أن الله تبارك وتعالى أخبرنا عن نعيمها وروحها وريحانها، وعن طيِب ملذّاتها وعظيم طيّباتها ما يأخذ بتلابيب الأشواق ويدهش العقول ويحرّك العزائم ويفرح الأرواح، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى فيما رواه عنه رسوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي الصحيح:"أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
كما أنه يستغرب عليه الصلاة والسلام كيف أن الخلق يتباطؤون في الهروب من النار حتى إنهم كالنائمين، مع أنها في حرّها ولهيبها، وشدّة عذابها وأليم عقابها، ما ينبغي أن يقلق الغافلين ويطيِر النوم من أعين النائمين، ولا ننسى أن أهون الناس عذاباً في النار رجلٌ ينتعل بنعلين من نار فيغلي بهما دماغه من شدة حرارة نعليه، وأنّ لفحةً من لفحات لهيبها كفيلة أن لا تبقي لحماً على عظم على ما تأوّل أبو هريرة رضي الله عنه قول الله عن النار من أنها ﴿لوّاحة للبشر﴾ جمع بشرة.
وبعد، فهلاّ حرص كل واحد منا منذ اللحظة على التوبة الصادقة إلى الله والندم على ما قصّر في جنب الله فيسعى بجدّ في التفقُه في الدين وأداء الفرائض والاهتمام بالصلاة التي هي عماد الإسلام واستجماع الهمّة على الخشوع فيها والإخبات لله والتضرع إليه فيها، والمداومة على الأذكار والحرص على قيام الليل، مع العمل للدين، والدّأب في الدعوة إلى الله والنهي عن الفساد الذي أعظمه استحلال الحكم بغير ما أنزل الله والإعراض عن تطبيق شرع الله اللذين نتج عنهما شرّ عريض وفساد كبير لا يرفع إثمهما عن كل مسلم إلا سعيه مع إخوانه المسلمين لاستعادة الخلافة على منهاج النبوة.
وما أعظم دورك- أختي المسلمة- في الالتزام بتعاليم الإسلام والحرص على مجالس الدين وحضور لقاءات الفقه والذكر، والاعتزاز باللباس الإسلامي (الجلباب الشرعي) مع العفّة والحشمة في الكلمة والمشية والحركة والمعاملة. فضلاً عن تحريض الأزواج على طاعة الله والجهاد من أجل دين الله، وعن تربية الأولاد على الإسلام.
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرّب إليها من قول وعمل. ونعوذ بك من النار وما يقرّب إليها من قول وعمل.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة