علّموا نساءكم الحشمة
لقد عرض الله تعالى في كتابه المجيد قصّة امرأة فرعون عرضاً يدلّ على أصالة المرأة في مجال العقيدة، وأنها ليست تابعة في عقيدتها لأحد، حتى ولو كان هو فرعون، صاحب ملك مصر، والأنهار التي تجري من تحته، والذي ادّعى الألوهية، وخضعت له الرِقاب. بل غنها تأبّت عليه كما جاء في قوله تعالى:﴿وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت ربِ ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجِني من فرعون وعمله ونجِني من القوم الظالمين﴾.
هنا عزفت هذه الزوجة عن الدنيا، وعن جاه مدّعي التألُه الكاذب، ونعيمه الملفَق، وآثرت شيئاً آخر لا يزال غيباً مؤجَلاً إلى وقت بعيد، هو الجنة.. فلو أن هذه الجنة كانت محسوسة في الدنيا لكان أمراً معقولاً، ولكنها أمر غيبيّ... وهذا الأمر الغيبيّ ضمانه الوحيد أنه خبر عن الله تعالى.
هذا العرض فيه جواب للناس عن كل التساؤلات التي تتصل بالحياة المعاصرة لكي ينقلوها إلى نسائهم وبناتهم.
فزخرف الحياة المرئيّ، وزينتها المسيطرة، وتبرّجها الشائع، يجب أن يقارن عند المرأة العاقلة بما أعدّ لفاعل ذلك من عذاب، وبما أعدّ للصادق من ثواب، وإلا لكان المؤثر للمادِيات المشهودة على الوعد الغيبيّ والوعيد الغيبيّ غير مؤمن بالله الذي وعد وتوعَد.
إن المكلَف لا ينصرف عن تنفيذ أمر الله إلا لعدم استحضاره للجزاء على الطاعة، والعقاب على المعصية. فلو أن المرأة استحضرت عقوبة الله على مخالفة منهجه استحضاراً غير مشكوك فيه، لرفضت كلَ مخالفة لمنهج الله، ولكنّ الغفلة عن الجزاء هي السبب في انصراف الناس عن الأمر والنهي، وحسب الإنسان أن يعلم أن فرعون بدعواه الألوهية، واستخفافه بقومه، لم يستطع أن يجعل امرأته تتبعه في غيِه وضلاله.
ومن هنا نقول: هل جاء الصيف ليصطحب معه موسم التعرِي ومظاهر الانحلال، ولتعرض المرأة ما بقي من جسدها مصوناً، فتستبيحه الأعين الوقحة، وتسترخصه الأنفس النَهمة؟! مع أنّ الأمر لا يحتاج إلى موسم لبروز هذه الظاهرة لأن أعداء المرأة والإنسانية جعلوا منها دمية من دمى الإغراء ووسيلة من وسائل الاستخدام والإغواء، لتعرض مفاتنها وجسدها أكثر مما تعرض الأزياء، رغبةً منها في الوصول إلى عالم الشهرة والارتقاء، وهي في الواقع تنزل إلى سوق العبيد والإماء، لتبيع شرفها بلا خجل أو استحياء...
نعم أقولها باختصار: لقد ركب الشيطان رأسها فأفقدها رشدها وجعلها تركض ركض اللاهثين وراء المدنية الزائفة، تبحث عن حقوقها التي سلبت، وكرامتها التي انتهكت، فلا تكاد تجد منها شيئاً، ثم تلقي بعد ذلك باللّوم على الدين، وتصفه بالتخلف وهي لا زالت في عصر الجاهلية تحبو...
أيتها المرأة: العزة والارتقاء والتحضُر إنما يكون بالتمسك بالدين لا باتهامه زوراً وبهتاناً، والأصالة تكون في الاتّباع لا في الانحراف والابتداع...
فعليك بالرجوع إلى الحق، وإلى الحصانة الإلهية التي منحك إيّاها رب البشرية، فتعود لك عندها قيمتك الإنسانية، وكرامتك الأنثوية، لأن الرجوع إلى الحقّ خير من التمادي في البطل. ولقد نجحت امرأة فرعون في الثبات على الحق، بفضل يقينها الصادق. فهل تنجحين أنت في هذا الاختبار؟، وتردِين لنفسك مقاييس التكريم والاعتبار..؟
دعاء اللهم احفظ نساء المسلمين من فساد المفسدين ومجون العاهرين واستر عوراتهن يا أرحم الراحمين
بقلم همام الحافظ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة