هل أتزوج رجلاً يصغرني؟!
تقدم لخطبتي شاب طيب متدين، وسأل الوالد عنه وعن أهله فما علمنا إلا خيراً، وتمت النظرة الشرعية وأحسست بارتياح له، وهو كذلك فقد أحضر والده بعد يومين من النظرة الشرعية ليتمم أمر الخطبة مع الوالد - على عادتنا- والآن هم في ضيافتنا الليلة ليتم التعارف والاندماج بين العائلتين، ولكن لم يتم العقد بعد.. اجدك الآن تتسائلين وما المشكلة؟
أقول لك: هذا الشاب يصغرني بسنة وبضع أشهر، وهذه النقطة جعلتني متحسسة كثيراً، هم يعلمون بالأمر، وهو كذلك ، فقد بينت لهم والدتي هذا قبل أن يأتون، ولكن أنا متخوفة كثيراً..
استاذتي.. اعتبريني احدى بنياتك الصغار.. قليلة التجربة والخبرة في الحياة،أنا لا أخاف إلا من المستقبل، من أنه قد يتغير يوما ما وتكون هذه النقطة لها دور في ذلك، أخاف من نظرة الناس، أو استنقاصهم من ناحية لماذا تأخذ أصغر منها وهي جميلة والكل يتمناها؟ أخاف أن لا أنسجم معه بحكم فارق السن - وعادتنا تمنع أن يكون العقد إلا قبل موعد الزواج بأسبوع- أخاف كثيرا, وأقلق كثيرا، والدتي تصر علي أن أقبل ولا أتردد لأنه كما تقول ( لا يتعوض بمثله) والدي يقول ( لو كان يُشترى هذا الشاب بالمال لاشتريته لابنتي) لشدة اعجابهم به..أنا أعلم أن هذا القرار مصيري، وينبغي أن لا يترتب على العواطف، أنا خائفة أشعر أني في مفترق طريق لا أعرف إلى أين اتجه، كل يوم أستخير الله عز وجل وأوقن أنه لن يضيعني ولن يخذلني.. آسفة جدا إن كنت أطلت عليك.. ومحرجة منك أن أرسل لك بمثل هذا.. ولكني فعلا محتاجة لنصيحتك.. فكلامك ينساب في قلبي كالماء العذب.. أسأل الله تعالى أن تكوني بخير.. وأن يحفظك ويجزيك عني خير الجزاء وأوفاه
والجواب:
لو سألتني هذا السؤال قبل سنوات لملت إلى نصحك بالرفض (فأن تكون الزوجة أكبر من زوجها عندي كبيرة!) ، ويصعب على الفتاة التزوج بمن هو أصغر منها، فكيف تحترمه وتقدره؟! (والاحترام من أهم مقومات الزواج)، وكيف تثق بعقله وحكمته وهي الأنضج والأعقل والأكثر خبرة ؟
أما -اليوم- وقد قاربت الخمسين فقد تغيرت نظريتي إلى الحياة، وصرت أنظر إليها بشكل مختلف، خاصة وأننا في زمن صعب، وغريب: تغير فيه الناس وتبدلت طباعهم، وأصبحت حياتهم مخفية فلا نعرف عيوبهم الحقيقية ولا نطلع على نقائصهم (إلا بعد الزواج ويكون الآوان قد فات) ولذا إن جاء شاب متميز حقاً، نتغاضى عن بعض الأشياء مقابل ذلك التميز والدنيا هكذا لا تأيتنا بكل ما نحبه، ورأي والديك -وخبرتهما- لها اعتبارها.
لقد تغيرت نظرتي قليلاً، فصرت لا أشجع الموضوع ولكن أتقبله مع التشدد والمبالغة جداً بالسؤال والتفكير!! فهذه مغامرة ويجب تتبع عواقبها قبل الإقدام عليها، من مثل: -التأكد مما وصف به الشاب من صفات (فالناس تبالغ أحياناً بالمدح) أو تمدح الناس وهي لا تعرفهم (وقد فعلوا هذا بي يوم زواج ابني واضطررنا بعدها لفسخ الزواج)
-يجب أن تجلسي معه عدة مرات (قبل العقد) لتتعرفي عليه أكثر، وتتأكدي من الانسجام من أهم الأشياء أن تعرفي "كيف تنظر عائلته للمرأة؟ وكيف تتعامل معها؟" وأن تسألي أصدقاءه بالمدرسة والجامعة على شخصيته الطبيعية وكيف يكون بينهم
فإذا جاءت الإجابات من ثقة وإيجابية فتوكلي على الله، أما لو بقيت مترددة وجاء بعضها سلبياً فارفضي (وليس من أجل كلام الناس) وإنما من أجلك أنت: فهذا الرجل لن يسعدك، ومادمت جميلة وصغيرة، فلا تخافي، ولعل الله يرزقك بزوج أفضل.
الموضوع قابل للبحث ومشجع، ولكن لا تتسرعي، فكري بهدوء، واستخيري واستشيري.
مع تمنياتي لك بالسعادة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن