عناية خاصة ( ضوابط الإشراف على المراهق )
المشكلة:
ابني عمره 15 سنة، تنتابني الحيرة في كيفية الإشراف على أمور ابني؛ ما بين احترام خصوصيته من جهة ومتابعته خوفاً من رفاق السوء أو سلوك طريق السوء من جهة أخرى... حين أتدخل أشعر بأنه ينفر فينعكس تدخلي سلباً، وفي الوقت نفسه أخاف عليه من الانحراف بسبب عدم وجود رقابة عليه... ما العمل؟ أفيدوني أفادكم الله.
الحل: تقترحه عليك عميدة كلية التربية في جامعة الجنان د. ربى شعراني.
سيدتي الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إن كنا نردد بأن التربية هي الورقة الرابحة الوحيدة التي بين أيدينا، إلا أنها من أصعب المهام وأدقها على الإطلاق، ولكل مرحلة حساسيتها التي يجب مراعاتها لكي لا نخدش العلاقة مع أولادنا. سيدتي: إن ولدك في هذا العمر يحتاج إلى عناية خاصة تتسم بمنحه الثقة وتزكية الاستقلالية لديه عبر مصاحبته وإشعاره بالمسؤولية تجاه نفسه أولاً ثم تجاهك، ولعل أول وصية لديّ أن لا تضغطي عليه بملاحظاتك وتوجيهاتك المستمرة، فيمل منها ويعمل على تجاهلها، أو ربما يعمل في الاتجاه المعاكس لها رغبة منه في تحقيق ذاته وضمان حقه في الاختيار واتخاذ القرارات التي تناسبه. أنا معك في أن تتوددي إليه، وتحيطيه بجو من الحب والأمان والدفء العاطفي كي لا يبحث عنه خارج البيت، وتخصصي له من وقتك يومياً لتتحاوري معه وتشاوريه في بعض أمورك أو أمور البيت ليشعر بشأنه وسط أسرته؛ اطرحي معه نقاشات ساخنة، أولها هدفه في هذه الحياة، ولماذا وجد في هذا الكون؟ وما هدفه الذي يصبو إليه؟؟ وأنّ رسم الهدف والإيمان به أمر أساسي في حياة الشاب؛ فإن نجح في تصوره بإمكانك مساعدته، إن أحب، في التخطيط له وتصور التوقعات العالية منه. وهذا بالتالي يستلزم تذكيره دوماً به دون إلحاح وضغط عليه؛ اجعليه يعيش لحظة تحقيق هدفه في المستقبل، يتخيل مدى سعادته في تنفيذه، واربطي دوماً هذا الهدف بهدف أكبر وأسمى هو إرضاء رب العالمين، وهذا الطبيعي أن لا يتأتى في ليلة وضحاها وإنما يحتاج إلى صبر سنين مضت. احرصي على أن يبني علاقة جيدة مع أبيه، فالأب له دور كبير في هذا المجال، ادفعيه لأن يصحبه دوماً معه، شجعيه على المشاركة في أعمال تطوعية، والانتساب للنوادي الرياضية واستثمار الوقت في بناء النفس والعقل والجسد.. شجعيه على استقبال رفاقه في البيت علّك تتعرفين عليهم عن كثب وتطمئني إليهم.
وأخيراً.. كوني دوماً بقربه ليجدك في أية لحظة معه أمّاً وأختاً ورفيقةً ومحضناً لأسراره، ولا تنسي الدعاء له دوماً بالحفظ من كل سوء، وبجعله قرة عين لك ولأبيه: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، حفظه الله وأعانك على حسن تربيته وبلّغه منازل الصالحين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن