... وماذا عن تطرف غير المسلمين؟
«لا نريد مسلمين في بلادنا وسنُبيدهم عن بَكْرة أبيهم»!!
موقف معلَن من الميليشيات المسيحية يلخص طبيعة الصراع الدائر الآن في أفريقيا الوسطى.. حيث يتعرض المسلمون لإبادة جماعية تتم من خلالها أبشع الجرائم الإنسانية من قتل وإحراق وتدمير وتشريد...
جرائم... حتى الإعلام غير المحايد وغير الموضوعي لم يستطع إخفاءها:
«إن المسلمين في هذه الدولة الأفريقية يعيشون رعباً حقيقياً بعد تصاعد عمليات التصفية والتهجير المنظم للمسلمين من المناطق ذات الغالبية المسيحية في العاصمة بانغي وفي جنوب البلاد خاصة» بحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي نقلت عن أحد آخر الصامدين في بانغي قوله: «لم يعد للمسلمين في هذه البلاد خيارات كثيرة، فإما الهرب أو الموت»!
كل ذلك يحدث للمسلمين بمؤامرة فرنسية وبتواطؤ غربي – عربي... نعم، لا تستغربوا، فقد ذكرت تقارير ضلوع إحدى الدول العربية بتمويل الحملة الفرنسية على المسلمين في أفريقيا الوسطى للحؤول دون وصول الإسلاميين إلى الحكم!!!
إن الحديث عن «الإرهاب الإسلامي» و«التطرف الإسلامي» أصبح هوساً عالمياً وموضة سياسية وإعلامية... مع تجاهل تام للإرهاب والتطرف الذي يمارسه الآخرون ضد المسلمين...
حقائق على الإعلام الإسلامي أن يُظهرها ويروّج لها.. عليه أن يصُمّ آذان هذا العالم «مزدوج المعايير» بوقائع المجازر التي ارتُكبت بحق المسلمين عبر التاريخ... هم يقتلون ويغتصبون ويدمرون ويسرقون الأوطان.. ونحن نحمل الألقاب: إرهابيون، متطرفون، همجيون، ظلاميون.. والقائمة تطول..
وبدل أن نبذل الجهود في تبرئة ساحتنا من تهمة الإرهاب ونقدّم شهادات حسن السلوك لأعدائنا - لدرجة أن أحد المسلمين (البسطاء) حتى يقدم الدليل على أنه ليس إرهابياً قال على إحدى الفضائيات: «حتى صلاة ما بصلي»!!! - علينا أن نُظهر التاريخ الأسود للصليبيين وغيرهم في حروبهم ضد المسلمين..
فلنرَ إذاً «الإرهاب» على أصوله:
• الحروب الصليبية (1096 – 1291م): يصف الكاهن «ريموند داجميل» شامتاً مذبحة مسجد عمر: لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها. ولم يكتف الفرسان الصليبيون «الأتقياء» بذلك، فعقدوا مؤتمراً أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، الذين كان عددهـم ستين ألفاً!!! (حضارة العرب- غوستاف لوبون).
• وماذا عن محاكم التفتيش في إسبانيا (القرن 16م)؟: كانت تُصدر أحكاماً بحرق المسلمين على أعواد الحطب وهم أحياء أمام الناس، إن لم يتنصّروا، وقد راح ضحية هذه الحملة أكثر من نصف مليون مسلم (محاكم التفتيش... أسوأ الحقب دموية بحق المسلمين – مجلة الوعي الإسلامي).
وفي تاريخنا الحديث..
• حرب الإبادة في رواندا (1990- 1994): بلغت الخسائر في الأرواح ملايين الأنفس، منهم 800.000 من ضحايا الإبادة، ومليونان من اللاجئين خارج رواندا..
• وفي البوسنة والهرسك (1992 – 1995).. عشرات الآلاف من قتلى المسلمين، واغتصاب ما بين 20,000 إلى 50,000 امرأة، و300 مقبرة جماعية، ومجزرة «سربرنيتسا» (1995م) راح ضحيتها 8000 مسلم.
• مأساة الشيشان (1994-1997م): إجمالي ضحايا الشيشان 104.000 من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال بعد تعرُّضِهِم لعمليات الإبادة الوحشية (حروب غير المسلمين.. بلا رحمة – موقع قصة الإسلام).
• وماذا عن مجازر الصرب في كوسوفا (1998): يقول رئيس لجنة حقوق الإنسان «بايزيد نوشي»: قُتل وذُبح ما يزيد عن 12,000 مواطن ألباني، 178عائلة قُتل كل أفرادها. كما تعرضت 3,000 فتاة وسيدة للاغتصاب» («نقطة ساخنة» - قناة الجزيرة 2005– كوسوفا بين الماضي والحاضر والمستقبل– أسعد طه).
• وجرائم البوذيين بحق المسلمين في بورما ليست بعيدة... فقد بلغ عدد ضحايا المسلمين حتى تموز 2012 بحسب منظمة العفو الدولية 20,000 (موقع النشرة الإلكترونية اللبنانية).
• وحروب أميركا وحلفائها في أفغانستان والعراق تحت مسمى مكافحة الإرهاب..
• وحدِّثوا عن جرائم اليهود في فلسطين ولا حرج...
• ويتابع مسلسل إرهاب غير المسلمين ضد المسلمين-الموغل في التاريخ والجغرافيا -حلقاته مع أعمال القتل والتدمير والتشريد بحق المسلمين في أفريقيا الوسطى..
وأختم هذه الإطلالة على «إرهاب» و«تطرف» غير المسلمين بدراسة أجراها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي FBI (بحسب قواعد بياناته بين عامي 1980 – 2005) تحت عنوان: «جميع الإرهابيين مسلمون.. باستثناء 94% منهم» أوضحت أن نسبة المسلمين ضمن الإرهابيين في أميركا 6%، الشيوعيين: 5%، اليهود: 7%، اللاتينيين: 42%، اليسار المتطرف: 24%، مجموعات أخرى: 16% (عن موقع: LoonWatch.com).
واليوم يُضطهد المسلم ويحارَب ويلاحَق ويُسجن ويعذَّب ويُقتل.. بدعوى تُهم الإرهاب والتطرف.. الشمّاعة التي يعلّق غير المسلمين عليها جرائمهم وتطرّفهم...
وبعد ذلك يحدثونك عن «الإرهاب الإسلامي»... وعن انتشار الإسلام بالسيف.. في مقابل تسامح «النصرانية»!!! يقول أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون برنارد لويس، المتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب: «... ولقد نجح الإسلام حيث فشلت المسيحية في مزج الإيمان العميق بالتسامح الديني الذي لم يشمل فقط غير المسلمين من الأديان الأخرى، بل شمل هذا التسامح حتى الهراطقة والكفار».
ولعل هذا النجاح سبب كل ذلك الحقد.. فهو يهدد مصالحهم.. يؤكده موقف رئيس وزراء بريطانيا «غلادستون» عام 1898؛ حيث وقف في مجلس العموم البريطاني وهو يرفع القرآن الكريم بيده قائلاً: «يجب تمزيق هذا الكتاب إذا أردنا أن نسيطر على المسلمين»!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة