هموم المعيشة "كوم" والمدارس "كوم"
"كوم" تعبير شعبي يستعمله الناس لبيان أنّ شيئاً واحداً يوازي مجموعة أشياء تعبيراً منهم عن أهميّته أو خطورته أو ثقله. وفي العبارة المذكورة يقصدون: المعنى الأخير، حيث تنوء ظهورهم بأثقال أعباء أقساط المدارس وتكاليف الكتب إذ وصل كلُ شيء إلى أرقام جنونية بات الناس يشعرون وكأنهم يعيشون في غابة لا في مجتمعﹴ مدني يعيش فيه آدميّون وترعاه دولةٌ عادلة وساهرة على مصالح الناس وهموم معاشهم وتهمُها معاناتهم.
وينقضي عجبهم عندما يتابعون يومياً أخبار الاستحقاقات السياسية، والتنافس بين المسؤولين على المناصب، وانشغالهم بحياتهم الاجتماعية المخملية الصاخبة بالفساد وتبديد الأموال ومظاهر التَرف من دون استحياء منهم من أن تظهر للشعب... ربما لأنهم يريدون تصديق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"!!
ولكن... هل يعي الناس أن هذه المعاناة جزءٌ من سنّة الله الصارمة يجريها على من يبتعد عن شرعه ونهج دينه؟
ورحم الله سيدنا عمر الفاروق- ذاك الحاكم الذي ربّاه الإسلام فكان يقظ الضمير رقيق القلب عظيم الهمّ بالمسؤولية- فقد كان يقول: لو أن شاةً بشاطئ الفرات عثرت لسئل عمر عنها: لمَ لم يسوّ لها الطريق؟ يحمل همَ الدابّة ويشعر بمسؤوليته عنها لأنه يخاف الله... بينما المسؤولون اليوم لا يحملون همَ الإنسان لأنهم لا يخافون: لا من الله العظيم ولا من الناس المتقاعسين!! ولكن ليذكّروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يمهل ولا يهمل".
العدد 40 – جمادى الأولى 1419 / أيلول 1998
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن