قبل أن يفوت القطار
هناء فتاة في عمر الزهور، لم يُسبغ الله عليها نعمة الجمال، ولكن عوَّضها بحُسنِ الخلُق والدِّين، رغم حبِّها للعلم ونبوغها فيه، كان قَلبُها يهفو للزواج من رجل يَملك قلبها وعقلها، ولكن طال انتظارها؛ فأغلب الذين تقدَّموا لها لم يكونوا على المستوى الثقافي والوظيفي الذي تمنَّتْه، فأغلبهم - في نظرها - أشخاص عاديون مهمَّشون في المجتمع، وبدأت عينها تَطرف إلى أزواج مَن تَعرِف من النساء؛ فكلما التقت هناء بزوجة مُتواضِعة الثقافة مرتبطة بزوج تتوافر فيه الصفات التي تنشدها في زوج المستقبل، كان يُراوِدها شعور بالغيرة والتحسُّر؛ فتُحدِّث نفسها قائلة: أستحِقُّه أكثر منها، ولكنها تُعاود الاستغفار والندم على خواطرِها تلك
حينما أصبحت هناء في أواخر الثلاثينيات، استبدَّ بها الخوف من أن يَفوتها قطار الزواج كما حصل مع غيرها، وجاءها الخَلاص عندما تقدَّم لها رجل أرمل عنده أربعة أولاد، لا يَمتلك إلا الشهادة الابتدائية، بكَت حينما قالت: نعم، مُعلِنةً موافقَتها، لحظتَها لم تَدرِ أبكَتْ فرحًا أم حزنًا؟!
اليوم تَحمل هناء وليدَها بين يدَيها، ومع ذلك تَشعُر أنها مجهدة؛ فحلم إكمال الدراسة حتى الدكتوراه الذي كان يُدغدِغ مخيلتها، تأجَّل حتى إشعار آخر؛ لأن زوجها بعد جدال ونِقاش طويل معه رفض هذا الأمر إلى حدِّ تهديدها بالطلاق معلِّلاً: "نحن هيك وما مخلصين.. كيف لتصيري دكتورة؟!"، وأصبح ديدن هناء الهروب بذاكرتها إلى الماضي تسترجع صور الذين تقدَّموا لها سابقًا ورفضتهم بسبب الفارق الثقافي بينها وبينهم، والذي لا يُقارن بزوجها الذي تجد بينها وبينه هوة كبيرة لا تستطيع رَدمها!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة