أحبّ الحجاب ولا أريد لبسه
اسمي حسناء في صف البكالوريا الأولى، لم ينعم الله عليّ بالحجاب بعد، ورغم ذلك أحبه كثيراً وخصوصاً عندما أراه على رؤوس بعض الفتيات في مثل سني.. أهلي يريدون مني لبسه وأنا ما زلت أؤجل الخطوة لأسباب منها: أنني في مدرسة غير إسلامية، يعني سأكون كالطائر الذي يُغرد خارج سربه.. والأمر الثاني أنني سألبسه يوماً ما فلم العجلة؟ فأنا أؤدي العبادات المفروضة عليّ.. فهل إذا لم أرتدِ الحجاب أكون سيئة كما يقول بعض أهلي؟ مع أني أرى نفسي أحسن من كثير من المحجبات؟
- أختي الكريمة حسناء، أولاً أشكر لك طريقتك الجميلة في السؤال حيث قلت: لم ينعم الله علي بالحجاب بعد؛ فالحجاب نعمة من الله تعالى على البشر، وأنت من يأخذ من أجله الأجر والثواب ..
أختي الكريمة: الحجاب لا علاقة له بالأخلاق أو بالسوء، ولكن في عدم ارتدائه سوءاً يصيب المجتمع؛ فالله تعالى أراد أن يحفظ على الرجال عفتهم، وهو عندما خلق المرأة جميلة، جعلها كذلك من أجل أن تعف زوجها، ومن أجل أن يرغب زوجها بها ثم يشقى من أجلها، والرجل لن يفعل هذا إلا عندما تُحجب عنه جميع النساء الأخريات؛ فلا يرى المرأة في الطريق وفي أي مكان يذهب إليه.. عندها سيركن إلى زوجته.. أما عندما يرى غيرها فسيزهد بزوجته ويقارن بينها وبين غيرها؛ فلا يعود ذلك الزوج المخلص، ويكون ذلك سبباً لفقدان الأسر أمنها واطمئنانها. عندما يتزوج الرجل امرأة فهو لن يفعل إلا عندما يعجبه شيء فيها، وسيبقى يعجبه إلى أن تصبح عجوزاً، وسيبقى يراها غادة حياته ما لم يرَ غيرها؛ أما عندما يرى الشابة الجميلة في الشارع وعلى القنوات و و , فسيزهد بزوجته ويذهب إعجابه وسكنه ومودته، ومن أجل هذا أمر الله المرأة بالحجاب.. من أجل أن لا تفسد الأزواج على زوجاتهم وتحارب عفتهم..
والحجاب من أجل أن لا يفتن الشباب بجمال المرأة فيبحثون عنها شكلاً فقط.. بينما عندما تكون النساء كلهن محجبات؛ فستكون وجهة الشاب الأولى هي البحث عن الأخلاق والمزايا الأخرى.. وها أنت ترين كيف صار حال شباب اليوم الذين ما عاد يعجبهن العجب.. فتشدد الشباب في الطلبات وبحثوا عن الجمال بالدرجة الأولى إلا من رحم ربي ..
والشابة التي تكون سبباً في إفساد زوج على زوجته بتبرجها سيرسل الله لها غداً عندما تتزوج أو تكبر من تفسد زوجها عليها والجزاء من جنس العمل.. هذا من ناحية الرجل الصالح؛ أما الرجل الطالح فإنه يرى في المرأة السافرة فرصة لمآربه وهواه فينظر إليها ويحاول إيذائها بنظراته وغير ذلك.. خاصة أنها تكون السبب في تحريك شهوته وهواه ..
فيا أختي الكريمة: ما علاقة كل ذلك بالأخلاق وبنية الفتاة وأهدافها؟!
فكون الفتاة لا تدري من أمور الفتنة شيئاً، بريئة لا تدرك معنى نظرات السيئين و و و .. ولكن جمالها موجود وأنوثتها موجودة وهي تسير في الشارع، بل إن هذه الفتنة وهي صغيرة أكثر أثراً منها وهي كبيرة..
فهذا هو وقت حجابك؛ فاحفظي جمالك وساعدي الشباب والرجال على العفة، ولا تكوني سبباً في أن يعصوا الله ليحميك الله من السيئين.. وحافظي على عفة الرجال لينعم عليك بزوج عفيف.. واجعلي النساء يطمئنن على أزواجهن تعيشين آمنة مطمئنة على زوجك..
والله ما أمرنا بالحجاب إلا لهذه المصالح المهمة من الحفاظ على العفة وأمن الأس .. فإن ضايقك الحجاب أو لم يعجبك منظره؛ فاحتسبي الأجر عند الله على طاعتك له، وعلى خدمتك للإنسانية وعفة مجتمعك وأمنه، فهو ليس لك وإنما من أجل غيرك، ولكن أنت من سيحصد الأجر وستعيشين بأمن كما جعلت غيرك يعيش في أمن..
وإذا كانت المدرسة التي أنت فيها ليس فيها محجبات أو أن الوضع فيها لا يشجع على الحجاب؛ فلتكوني أنت الرائدة نحو الخير ليقتدين بك، فيكرمك الله بأجرهن جميعاً.. فهن يعرفن أنه أمر الله ومهما سخرن منك أو لمزنك فاعرفي أنهن في داخلهن يشعرن بأنهن مقصرات في طاعة ربهن.. وأنهن يتسببن في الإفساد من حيث لا يشعرن ..
جعلكِ الله من الطائعات له، ورزقك كل ما فيه سعادتك في الدنيا والآخرة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن