الصدقة بغير الدعاء
السؤال: أريد أن أتصدّق عن والدي بدفع مبلغ من المال إلى الفقراء أو حفر بئر ماء؛ فقال لي أحد طلبة العلم: لا يجوز إلا الدعاء فقط؛ فهل هذا الكلام صحيح؟
الجواب: هذا الفعل الحسن جائز، ويصل ثوابه بتقدير الله إلى والدك. فقد اتفق رأي الحنفية والحنابلة في أن ثواب العبادة يصل إلى الميت، سواء أكان صلاة أم صوماً أم حجاً أم قراءة وذكراً أم صدقة أم غير ذلك. وحُجّتهم في هذا قوله تعالى: (واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملَحين أحدهما عنه والآخر عن أمته. وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص لما سأله عن أبيه: «لو كان مسلماً فأعتقتم عنه، أو تصدّقتم عنه، أو حَجَجْتم عنه بلغه ذلك» أخرجه أبو داود 3/302، وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا ً قال: «إن أمي توفيت، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم، قال فإنّ لي مخرفاً - أي بستاناً - فأُشهدك أني قد تصدقت به عنها» حديث حسن صحيح، قال أبو عيسى الترمذي: قال أهل العلم: ليس شيء يصل إلى الميِّت إلا الصدقة والدعاء، وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: «نعم» متفق عليه. وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: «يا رسول الله إن أم سعد ماتت؛ فأي الصدقة أفضل؟ قال: « الماء» ، قال: فحفر بئراً وقال: هذه لأم سعد» رواه أبو داود. وقالوا: إن معنى قوله تعالى: (وأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى) معناه: لا يجب للإنسان إلا ما سعى. وعند المالكية يجوز فيما عدا الصلاة والصيام، وعند الشافعية فيما عدا الصلاة، وفي الصيام وقراءة القرآن خِلاف. ومن هذا يتبين أن ثواب الصدقة يصل إلى والدكِ عند جمهور الفقهاء، فقومي بهذا العمل الطيب، فهذا بعض حق والدكِ عليك أن تُحسني إليه حياً وميتاً.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة