وفي المرض رحمة
نوعٌ من الابتلاء.
هو كلمة لا نحبها جميعًا..
قد تَرعَبُ البعضَ...
وقد تُؤلِم الآخر..
في كلِّ الأحوال..
هي غيرُ مرغوبة..
هي لا تأتي بفرحة..
هي تأخُذُ لا تعطي..
المرض..
جندٌ من جنود الله..
المرض مأمورٌ من الله..
المرض..
في كل أحواله خيرٌ.
نَعم، هو خير ورضًا وحبٌّ ربانيٌّ.
فإذا كان الله قد أراده لعبده كونه مقصرًا أو مذنبًا أو غافلاً، فهنا رحمةُ الله بالمرض تنزل للأوبة والتطهير..
ومع الأوبة والتطهير ترتفع المكانةُ..
ومع ارتفاع المكانة يزداد العبد من الله قربًا..
ومع الأوبة والتطهير دائمًا ما تكون وقفاتُ المحاسبة..
مع المرض قد تأتي حياةٌ جديدة في ثوب جديد.
مع المرض نتعرف أكثر على نعمةٍ مظلومة لدينا..
مهضومة في حق الاعتراف بها..
نعمة لا نُولِيها اهتمامًا..
ولا نتعهَّدها برعايةٍ على الدوام..
نعمة الصحة والعافية..
أما إذا لم يكن المرض مرتبطًا بذنب، وإنما قد أراده الله اصطفاءً وحبًّا لعبده - فهو أيضًا الخيرُ كله، والخير بعينه..
تطهير أكثر..
رفعة أكثر..
اصطفاء أكثر..
اقتراب من الله أكثر..
إذًا هو الخير كله..
وفي أي الأحوال أيًّا كانت.
مع المرض..
تذكيرٌ لنا ببشَرٍ كانوا صفوة..
اصطفاهم اللهُ على عينه..
أنبياء اختارهم ليبلّغوا عنه..
عانَوُا الكثير والكثير..
كل واحد منهم بنوع من أنواع البلاء..
وبنوع من أنواع الألم..
صبروا واحتسبوا وما جزِعوا..
إذًا مع المرض تكونُ صحبة الأنبياء..
وبالمرض تكون كالأنبياء الذين بلَّغوا عن ربهم.
مع المرض..
يتفجَّرُ ينبوع الذِّكر..
وتتأصَّل ربانية العبد..
ويزداد الحنين للصلاة والقرآن..
ويتوقَّف المرء قليلاً مع نفسه..
ويتعايَش شيئًا ما مع آخرته..
لعلني اليوم من الدنيا أرحل..
لعلني كذا.. لعلني كذا..
فتتهذَّب النفس، وترتقي الرُّوح.
مع المرض..
يلتهب الحنينُ نحوَ مَن تحب..
تشعُرُ بحاجتك إليهم..
بتخفيفهم عنك..
فيتطاير عبق الشوق إليهم..
وتحلم بتلك اللحظات التي تجمعك بهم..
فتلتهب الأعين بدموع حارة..
تستغيث صارخة: أين أحبتي؟!
ليخفِّفوا عني..
ليهوِّنوا عليَّ..
ليَدْعُوا لي..
أين هم؟!
يَرْقونني بـ: بسم الله أرقيك، مِن كل شيء يؤذيك، ومِن شرِّ كل نفس أو عين حاسد الله يرقيك، الله يُبقيك، الله يبريك..
أخيرًا... عزاؤنا..
أن المرضَ..
أمرٌ مؤقَّت في دنيانا..
وفي الجنة لن يكونَ لنا معه لقاء..
لن نعرفَه و لن يعرفنا..
لن يصحَبَنا ولن نصحبه..
فاللهم هوِّن علينا وعلى مَن نحبُّ والمسلمين آلامَ المرض..
وثقِّل به الموازين..
ورضِّنا به يا أرحمَ الراحمين..
وطهِّرْنا به وقرِّبْنا منك به.
وارزقنا صبرًا جميلاً عليه.
ربِّ، إني مسَّني الضرُّ وأنت أرحمُ الراحمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة