الإسلام والإرهاب.. تُهمة شرّيرة مُفبركة!!
الشيخ حسن قاطرجي
يُصمِّخ آذانَنا منذ التسعينيات من القرن الماضي ضجيجٌ صاخب عالمي حول علاقة الإسلام بالإرهاب وأنه يشجِّع عليه، علماً أن آخر استطلاعات رأي عالمية كشفتْ عن أن نسبة العلمليات الإرهابية على يد مسلمين لا تتعدى 2% من حوادث الإرهاب في العالم (إحصائية أصدرتها جامعة ميتشغن)!
في المقابل في دولة الكيان الصهيوني يتوعّد وزير الخارجية «أفيغدو ليبرمان» عرب أراضي 48 بقطع رؤوسهم بالفؤوس! ومع ذلك لم نرصد أيَّ ردة فعل إعلامية حيال هذا التهديد الوحشي الذي لو صدر عن مسلمين ولو ضد مجرمين حقيقيين لقامت الدنيا ولم تَقْعد وفارَتْ عروق «الديمقراطية» غَيْرةً على حاضرها ومستقبلها في بلاد المسلمين!! ولا حيال مذابح المسلمين وحَرْق جُثثهم في بورما أو سَحْل وقتل المسلمين في إفريقيا الوسطى، والمجازر المروّعة في حقّهم في مالي، أو قتل الأمريكان لمليون طفل في العراق على مدى عقد كامل آخر القرن العشرين.
كل ذلك لا يُتكلَّم عنه إلا في معلومات إخبارية عابرة لا تُعطى ولا عُشْر نسبة التركيز على ممارسات تصنَّف إرهابية ترتكبها مجموعات في بلاد المسلمين، المخالف منها للإسلام نستنكره أشدّ الاستنكار مثل الفظائع التي ترتكبها «داعش»، وبعضها يدخل ضمن (رد العدوان) مثل ما يحصل من مجاهدين صادقين منضبطين بالشريعة في فلسطين أو في سورية، وبعضها الآخر يدخل ضمن المخطط الصهيو – صليبي اللئيم الذي تُدير تنفيذَه أجهزةُ مخابراتٍ دولية تصنع ظواهر إرهابية هدفها الأساس تثبيت التهمة بالإسلام وافتعال مبررات (عدوانهم الشرس) على هذا الدين الحق الزاحف بقوة وعلى العالم الإسلامي!
خلال هذا الشهر (جُمادى الأولى 1436) دُعيت إلى مؤتمر في مكة المشرَّفة من قِبل رابطة العالم الإسلامي لتدارس موضوع الإرهاب وموقف الإسلام منه وطرق مكافحته، وأسجِّل ملاحظة على المؤتمر وهي أنه نجح بتعاون عدد من الفقهاء والمفكرين والقانونيّين من ذوي القيمة الوازنة في تعريف الإرهاب تعريفاً دقيقاً جامعاً شفّافاً ولكن لم ينجح في الإسقاطات على الواقع حيث لم يَتطرَّق إلى إرهاب الدولة في البلاد العربية، ولا إلى إرهاب الغرب وجرائمه في بلادنا التي منها حمايته للدكتاتوريات الدموية، ولا أُعطي الإرهاب الصهيوني في فلسطين التركيز الذي يتناسب مع حجمه، وما كتبه المفكر الأمريكي «غراهام فولر» صاحب كتاب (مستقبل الإسلام السياسي) الذي شغل سابقاً نائب رئيس الاستخبارات المركزية في أمريكا على صفحته في 22 فبراير الماضي من أن ظاهرة الإرهاب في الشرق الأوسط تعود إلى أربعة مصادر هي: السياسات الاستعمارية، والتدخلات الخارجية، ودعم دكتوريات تابعة للغرب، ورعاية إسرائيل إلى يومنا هذا: كان أكثر جرأة وواقعية في جردته الحقيقية الصادقة لأسباب الإرهاب.
وبجدر التنويه بما ذكره العلاّمة الفقيه المفسّر الشيخ عبد الحميد طمهاز رحمه الله في الكتيب الرائع الذي أصدره قبل وفاته (الإسلام دينُ رحمةٍ وإحسان لا دينُ إرهابٍ وعدوان) وما وضّحه في آخر فصل بعنوان: حقيقة الجهاد في الإسلام، فقد أبدع في شرح الموقف الحقيقي للإسلام وكشف عن رحمة هذا الدين الخاتم العظيم وخاصّة في تشريعه للجهاد في سبيل الله.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة