دية الحب المفقودة
بقلم: رقية بيتية
لبنان
تتراقص نبضات القلب معلنة بداية الحب. ترتجف الأطراف، تبرد، ويرتعش الجسد عند ذكر الحبيب.
شعور يتلذذ به كلا الجنسين، فهو يزيل وحشة الفؤاد ويفيض مشاعر تداوي العليل.
ولكنّ تلك الأحاسيس إن لم تتلقَ الغذاء اللازم لاستمراريتها فقدت دفأها وخمدت نيران اشتعالها.
ومن أنواع الغذاء الغيرة بين الحبيبين، والتي سماها البعض «دية الحب»؛ فهي الثمن الذي يدفعه من يريد إحياء تلك المشاعر الصادقة.
وطبعاً لا نقصد بالغيرة ذلك المرض «الذُّهاني» الذي يقيّد شريك الحياة ويحبسه في قفص وربما يعنّفه بحجة الحب. بل هو ذلك الشعور الطبيعي وردّات الفعل المقبولة تجاه الحبيب، الناتجة عن إحساسِ تميّزٍ عنده.
فالغيرة المحمودة لا تغيب عنها الثقة ولو للحظة، ولكنّ دورها يتضح في تلطيف الأجواء الأسرية، فتجذب الزوجين أكثر إلى أحضان الحنان وتشير إلى مدى حب كل طرف للآخر وتمسكه به..
... أتت إليّ امرأة في أول العشرينيّات من عمرها تبكي بحرقة قائلة:
«لم أكن أتصور أن ليلة زفافي التي لطالما كنت أحلم بها ستكون سبباً في مأساتي!».
«لم أكن أعلم أن تلك الليلة ستكون انطلاقة خراب لحياتي.. فعندما بدأت مراسم الحفل تنافست النساء بالتمايل وإبراز مفاتنهنّ دون قيود... لم يخطر ببالي أن تسعى إحدى الحاضرات إلى إغواء زوجي وتسعى للتقرّب منه!».
بعد تلك الليلة كثّفت صديقتها التواصل مع زوجها وحاولت التقرّب منه أكثر فأكثر حتى تفاجأت بعد 4 أشهر فقط من زواجها بتغيّر تام في معاملة شريك حياتها لها.
«لم أعد أفهم تصرفاته وبرودة مشاعره. أصبح يعاملني كالغريبة وربما كالعدوّة، إلى أن صار يضربني ويطلب مني أن أتنازل عن مهري معترفاً بحبه لتلك الفتاة التي كنت أظنها يوماً صديقة».
أعزائي القرّاء، هذه القصة وغيرها أصبحت أمراً متداولاً في مجتمعاتنا بسبب انعدام الغَيْرة!!
فنرى الرجل يبتسم مسروراً حين يشاهد أخته، زوجته، وبنته يتمايلن بكامل زينتهن أمام الرجال ويتنافسن للحصول على الدرجة الأولى بين الحاضرات من حيث الكفاءة والإغراء دون أن تهتز له شعرة، بل ربما يشجعهن ويصفق لهنّ ويرقص معهنّ كالإناث دون أن يشعرن بدورهنّ أيضاً بالغيرة..
غابت الحَمِيّة ورحل الثمن الجميل الذي يدفعه المحب لحبيبه مع كل نبضة قلب.
كلّما رحلت الغيرة من قلوبنا وتصرفاتنا فتر الحب، وازداد التوتر في العلاقات الزوجية والأسرية، وتكاثر الفساد في المجتمع؛ فتلك نتيجة حتمية لفقدان دية الحب»!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحثة اجتماعية.
أعزائنا القراء، هذه المقالة تهدف إلى إيقاظ الغيرة والنخوة وحمية الحفاظ على العرض والشرف النائمة لدى كثير من الرجال والنساء في مجتمعنا اليوم.
وإلا فاستنكار الاختلاط والرقص المغري أمام الجنس الآخر بدون أي اعتبار للحلال والحرام هو من باب أولى.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن