مسؤولة قسم الاستشارات في موقع (الإسلام اليوم)
وربَّتْني التي لا تُصَلِّي!
السلام عليكم.. هل لي أن أطلب منكم التوقُّف عن إرسال الإيميلات لي، ولكم جزيل الشكر.
أنا بحاجة لأن تُرسِلوا إليّ رداً على إيميل كنت قد أرسلته لكم منذ حوالي الشهرين؛ ولم تُعِيْروه أي اهتمام، أنا بحاجة "لذرّة الضوء"! التي ناشدتكم إياها من خلالكم، وليس لهذه الذرّات".
كانت هذه رسالتها، وكان هذا ردّها بعد إرسال مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية إليها، والتي أُرسِلُها وأستقبِلُها بالتبادل مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء عبْرَ البريد الإلكتروني، حيث المناقشات الفكرية والحوارات الثرية، ولا يخلو الأمر من بعض الرسائل الطريفة أحياناً.
حين أتتني رسالتُها بعد استشارة لها قمت بالرَّد عليها، والذي لعله راق لها، فزادها رغبة في التواصل واستئناف الحوار، ربما أعمق، تحاول أن تكشف من خلاله عن المزيد من معاناتها، حيث عدم قدرتها على أداء الصلاة والمحافظة عليها، استلمْتُ رسالتها وقلت غداً أردُّ عليها، وجاء الغد وتلاه أكثر من غد! وتمَّ استئناف التسويف على نحو رائع، حصدت من ورائه نتيجة ممتازة! حين تاهت الرسالة ونسيت أمرها، لكنني - والحق يقال - لم أقصّر، وأضفت صاحبتها إلى مجموعتي البريدية! ورحت أُمطرها بوابِلٍ من الرسائل الفكرية والثقافية حتى لا أحرمها هذا الثراء المتنوّع والمتجدّد! والذي حتماً سيساعدها كثيراً ويرتقي بمنهجية تفكيرها وترتيب أولوياتها! ويجعلها حاضرة في المشهد الثقافي! ومُلِمّةً بما يجري في المجتمع حولها من تغييرات وإصلاحات...
ويبدو أنني تعاملت معها، وقد يكون مع غيرها أيضاً، طِبقاً لأولوياتٍ رتَّبْتها وفْقَ قناعاتٍ شخصيةٍ، لم أُحسِن معها التفريق بين ما أراه عاجلاً وهاماً؛ ولكن لعل غيري وضعه في مربع آخر، أولويات استأثرْتُ عند ترتيبها برؤيةٍ أحاديةٍ لم أُشْرِك فيها الآخر.
أَمِن قلة رجال الدين والعلماء في زماننا تطلب التواصل على هذا النحو، فلعل بعض الحروف لمسَتْ قلبها، وماذا بعد معاناة العَجْز عن الصلاة، عمود الإسلام، وأول ما يُسأل عنه العبد، أيُّ حقّ وواجب أَولى من السعي في قضاء حاجة مسلم لمساعدته على أداء الصلاة على نحو ينقذ دنياه وآخرته؟
يا لَسذاجتنا حين نزهد، ولا نحترف اقتراف الصغائر من الحسنات تماماً كما نحترف ونتقن الصغائر من الذنوب، ويا ليتنا نفكر ملياً قبل الإقبال على الكبائر من الحسنات، وإشغال النفس بها على نحو يضيع معه "أعط كل ذي حقٍ حقه"!
وتأبى رحمة الله إلا أن تُعلِّمنا، وليتربى المرء على أيدي مَن وقعوا في بعض هذه الكبائر، حتى يعرف الواحد منا قدره، وأنه ليس بالضرورة في كل وقتٍ وحينٍ صاحب الهداية المنتظَر!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن