أتباع «الدّين» الجديد!
عرَفَتْها عاملة في مجال الدعوة إلى الله تعالى، فما بالها اليوم تسمعها تخوض في اللعبة الدائرة على المستوى السياسي؟!
إنها تسمع - ولأول مرة - أنّ إفراد الله تعالى بالحاكمية هو ركن من أركان التوحيد، وأنّ الحكم في المنهج الإسلامي هو عبادة لله!!! ها هي تستمع لآيات من القرآن الكريم وكأنها لم تمر عليها من قبل؛ {ألا له الخَلْق والأَمْر}، {إنِ الحكمُ إلا لله}، {فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يحكِّموكَ فيما شَجَرَ بينهم}.
لقد كان دَيْدن تلك الحاضِرة أن تتصدى لقريناتها المتديِّنات وتُسكتهنّ كلما شرعنَ بالحديث عن السياسة، وتُلقي على أسماعهنّ عبارات مشحونة بالاشمئزاز والكِبْر؛ كأن تقول لهنّ: «لا تتدخّلن في السياسة، ما لكنّ ولها»، أو تردِّد: «لا تحشُرْن الدين في السياسة»... لكن كيف ستُسكتُ الآن هذه المتكلمة؟! بل بمَ ستردّ على حُجّتها القرآنية؟! ثم ما لبثت أن استجمعت قوّتها ورفعت صوتها ليسمع الجميع وقالت: «دعوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله»، فما كان من المتحدّثة إلا أن التفتَتْ إليها مبتسمة وقالت: «ليس في الإسلام قياصرة، وكل شيء عندنا لله».
إنه موقف يتكرر آلاف المرات بين داعية إلى قوله تعالى: {قل إنّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومماتي لله رب العالمين}، وبين جاهل بحقيقة الإسلام، متأثر بالفكر الغربي، منادٍ إلى جعل «قيصر» آمراً وحاكماً بين الناس...
أجل - شبابنا الأعزاء - تلك هي حقيقة العلمانية؛ إنها السُّم الزُّعاف الذي تجرّعته الأمة أفراداً ومجتمعات ظنّاً منها - إلا من رحم الله - أنها وصفة الحياة السعيدة الأمثل؛ فكثيرٌ من العلمانية مضاف إليها «بخّة» إيمان و«رشّة» إسلام و«حَبّة» دين ستضمن للأمة عزّاً جديداً ومستقبلاً مجيداً بزعمهم!...
وأنّى سيتحقق ذلك - شبابنا - وأيدي «القياصرة» قد امتدّت إلى وسائل الإعلام؛ فبغت وطغت، وفسدت وأفسدت؟! ثم تناولت مناهج التعليم؛ فمزّقت صفحات المجد والريادة، وحرّفت أحداث التاريخ، وشكّكت بالخالق وكُتُبه ورُسُله واليوم الآخر... وسمّت الكتب السماوية بالكتب التراثية الصفراء!!
لم يكتفِ «قياصرة العلمانية» بكل ذلك، بل ساسوا الناسَ بقوانين وأنظمة فيها من الهوى والمصلحة الشخصية والتغريب الكثير الكثير، حتى وصل بهم الأمر أن أحلّوا الحرام، وحرّموا الحلال...
أما في الاقتصاد، فقد أداروا عَجَلته بالربا، وبارزوا ربّهم بترك شريعته؛ حيث أرادوا الربح الوفير والمال الغزير، وإذ بالدائرة تدور عليهم وإذا بالعجَلة تدوس رقابهم التي تطاولت على منهج الله تعالى!
نعم... إنه من أصعب التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية؛ أن تدين بـ «العلمانية» وتتبع شريعتها وتثق بصلاحيتها، بينما تلقي خلف ظهرها كتاب ربّها عز وجل وسُنّة نبيّها [ ومفتاح نموّها وحضارتها...
غير أنّ العلاج ليس مستحيلاً، شرط أن نتوكل على ربِّنا، ونؤمن بواجب التغيير، ونسعى إليه ما أوتينا من قوة وجهد، وهذا ما سنعرض له في العدد القادم، إن شاء الله، فتابعونا...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة