المنشد أبو راتب... درس جديد للإسلاميين
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1312 مشاهدة
فاجأتنا نشرات الأخبار قبل أسابيع بخبر اعتقال (رائد الأنشودة الإسلامية) في العقود الثلاثة الأخيرة الذي ساهم بإنشاده في (توظيف الفنّ) للدعوة إلى الله سبحانه ولربط عواطف الجماهير بقضايا المسلمين الساخنة... على رأسها قضية فلسطين، وأغلى منها قضية حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم والوفاء له وإشعال جَذْوة عاطفة الإعجاب بعَظَمته وفضائله ورحمة رسالته للعالمين خاصة أثناء أزمة إساءة (المنحطّين) ثقافياً وأخلاقياً وإنسانياً له - نفديه آباءنا وأمهاتنا وأرواحنا ودماءنا صلى الله عليه وسلم - ولا ينسى الناس أنشودته الرائعة (نشيد الهدى) ولا أنشودة (حماس).
ذاك الذي أتحدث عنه - فرّج الله كُربته وفكّ أسرَه هو وسائر أسرانا في سجون الظالمين - هو المنشد محمد أبو راتب الذي اعتُقل مؤخراً وهو في أمريكا على خلفيّة نَبْش أنشودته في مناصرة (حماس) وقيامه ببعض الأنشطة الإنسانية قبل أكثر من عشر سنوات مع (مؤسسة الأرض المقدسة) نُصرةً لفلسطين!!
كنتُ قد التقيتُه في جُدّة قبل حوالي 3 سنوات مع بعض الإخوة المحبِّين له وأَنِسنا بسماع آخر أنشوداته بصوته العَذْب ورنّته العاطفية وكلماته الجَزْلة القوية، ثم التقيتُه مرة ثانية من قريب ببيروت. ثم جاء خبر اعتقاله فك الله أسره، ثم خبر اغتيال الموساد الصهيوني لصاحب موهبة متميزة في ميدان آخر هو المحنّك المجاهد محمود المبحوح رحمه الله و جعل الجنة مثواه، لنطرح الأسئلة التالية:
- ألا يدعونا هذا الخبر المزعج عن أحد أحبتنا في الله للوفاء بحق من أعطَى من جُهده وجمال صوته، ومن كدِّه وصبره، وفنّ أدائه، لإخوانه المسلمين ونَصر قضايا الدين...؟
- ألا يدعونا للدعاء له ولسائر أَسْرانا والإلحاح ضارعين إلى الله ليفُكّ كُربتهم ويُفرّج عنهم...؟
- وألا يدعونا إلى المشاركة في حَمْلة مساندته والمطالبة بالإفراج عنه وهي حملة عالمية يشارك فيها مُحبِّوه في العالم كلّه...؟
- وألا يجب أن تستفيد الجماعات الإسلامية، بل وأهل العلم وقيادات الدعوة الإسلامية في أن نوفّر جهود التجارب والمحاولات ونوفّر الأوقات والمتاعبَ في محاولات استرضاء مَن قال الله عز وجلّ فيهم: (ولن ترضَى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع مِلّتهم) وفي المداهنة ومسلسل التنازلات واللهُ يقول: (ودّوا لو تُدهن فيُدهنون)، فهؤلاء - ومن يخدُمونهم في بلادنا - مهما تنازلنا لهم وحوّرنا في ديننا لاسترضائهم فلن يرضَوْا عنا...
- وألم يئن أوان التفريق بين (أخلاقيات الدعوة) في محاورة الشعوب الأوروبية وتعريفها بالإسلام وإظهار سموّ أخلاقه وقِيَمه، وبين (استراتيجية خطط الصراع) مع قُوى الشر... صراع الكفر والإسلام والحق والباطل... الاستراتجية المستندة على الثقة بأخبار الوحي وتعاليمه الواردة في القرآن العظيم والسُّنة النبوية، وبالتالي تغيير الميوعة المتفشّية في واقعنا اليوم في منهجية التعاطي مع النصوص وتأويلها، والتعامل مع ضغط الواقع بتحديد مساحات الرخص المسموحة ومساحات التنازل والمداهنة الممنوعة، والحَرَاك السياسي ووجوب التفريق بين المسموح منه والممنوع. (اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيِّىء لنا من أمرنا رَشَداً).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن