من عجائب الزمان!!
كتب بواسطة بقلم: هنادي الشيخ نجيب
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1196 مشاهدة
ضَعوا المجاهِرَ المكبِّرة من أيديكم – لو سمحتم – لأنّ مشاهداتنا أكبر من أن تكبَّر، ورافقوني في هذه الجولةِ بأبصاركم المجرّدة شرط أن تتسلّح بالبصيرة
فهُنا أطفال يموتون جوعاً... وهناك أولاد تتقطع أحشاؤهم عطشاً... وهنالك آلاف يدفنون تحت مساكنهم الهشّة المتهاوية لأسباب مختلفةٍ تعرفونها...
وعندنا يُسلِّم كثيرٌ من مرضانا الأرواح لبارئها على أبواب «المسالخ» أقصد «المستشفيات»، التي تحمل على جدرانها يافطات يُخيّل لقارئها أنّها ستكون ملاذاً رحيماً يواسي المريض ويداوي العليل المنهوك...
ابحثوا تحت قبّة القرية الكونية الواحدة في قرن الحرية والانفتاح والعدالة الأمميّة... وأحصوا عدد المشردين والمتسوّلين والأمِّيين... فستجدون أنّ أكثرهم من المسلمين!!
ليس ذِكْرُ الفَقرِ المُضْني والمُفْني هو المستهدفَ من هذه اللفتة، وليس الجهلُ والأميّة هما المذمومين في هذه الوقفة... إنّ بيت القصيدِ هو غير هذا وذاك...
اقرأوا إن شئتم هذا الخبر الذي ورد في صحيفة السبيل الأردنية في مقالة للكاتب د.محمد الشرافي بعنوان: «وارن بافت نموزجاً»، بتاريخ 25 شباط 2010.
(لقد أعلن الملياردير اليهودي «وارن بافت» أنه سيتبرع بنحو 85% من ثروته – أي ما يقدر بـ37 مليار دولار – لصالح جمعياتٍ خيرية تُعنى «بالتعليم والصحة»). وقد أجاب ذلك «اليهودي» عن سؤال أحدهم حول أولوية ترك هذه الثروة الطائلة لأولاده، قائلاً: (عندما يكون لديك أبناء يتمتعون بتربيةٍ جيّدة، وتعليم ممتاز وفرص كثيرة في الحياة، فليس من الحكمة ولا من المفيد إغراقهم فوق ذلك بالأموال)!
عند أيِّ بُعْدٍ من هذه «الصاعقة» نتوقف؟!
عند كون المتبرِّع يهودياً؟! (وهم ممن وصفهم الله بأنهم أحرصُ الناس على «حياة»)!
عند مقدار سخائه وكرمه؟!
عند حكمته التربوية ووعيه الاجتماعي وحرصه الأبويّ؟!
أم عند تخصيصه ثروته للإنفاق على «التعليم والصحة»؟!
وإليكم أعجب من هذا... فبينما نحن في هذه الحالةِ المأساوية، إذ يرقد في بنوك البلاد العربية فقط، لم نأتِ على ذكر الأموال الإسلامية كلها، من أموال «إخواننا» ما توازي زكاتُها نحو 100 مليار دولار سنوياً!!!
وهاكم قرّاءنا الأعجب من كل ذلك... فصاحبنا «اليهودي» (بمعنى صاحب الخبر)، ليس من هواةِ البذخِ والإسراف، ولا من المتبجّحين بمظاهر الترف والتبذير، فهو لا يزال يسكنَ في البيت الذي اشتراه عام 1958م، ويتحرّج كثيراً من اقتناء وسائل الرفاهية المتعارف عليها بين أولي المليارات!!
ويُفلسف قناعتُه تلك بكلمات هذا فحواها: (مهما تكن ثروتك، ومهما كنت وسيماً، فإنّ هذه المعايير ستسقط حتماً عندما تموت)!!
رحماتُ الله وبركاته على أسيادنا وكبرائنا وأغنيائنا من أمثالِ أبي بكرٍ وعثمان وعبد الرحمن بن عوف... الذين عاشوا هموم أمتهم ولم يتوانَوْا في رفع الضُّرِّ عنها، بكل ما أنعم به عليهم ربُّهم... هم الذين لم يتركوا خللاً إلا سدُّوه، ولا كَسْراً إلا جبروه... ولا نقصاً إلا تمّموه... ولا خَرْقاً إلا رمّموه... ولا باباً للخير إلا فتحوه... ولا دمعةً إلا مسحوها... ولا حاجةً إلا قضَوْها... .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة