شخصية دائمة الإفساد في الأرض - معالم الشخصية اليهودية (5)
كتب بواسطة بقلم: أ. محمد علي دولة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
617 مشاهدة
من أبرز معالم الشخصية اليهودية: الإفساد الدائم في الأرض. إنَّها شخصيَّة تُعيث فساداً في أيِّ مكان وفي أي زمان وُجدت فيه. إنّها شخصية لا تنفك عن فعل الفساد... تحالفت مع إبليس وجنوده، وأبرمتْ معه عقداً على أن تملأ الأرض فساداً وتدميراً وفتَناً.
وقد حذّر الله عبادَه على لسان المرسلين جميعاً من الإفساد في الأرض، وقال في كتابه المبين الذي أنزله على خاتم المرسلين: (ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها...) (الأعراف: 56)، ولكنّ اليهود أبَوْا إلاّ أن يكونوا مُفْسدين، فاستحقوا أن يكشف الله عن حالهم، ويحذِّر منهم، ويقول عنهم: (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64).
في القديم اصطفاهم الله، وحمَّلهم رسالةَ التوحيد وتعاليم التوراة، وبعث فيهم الأنبياء ابتداءً من موسى وانتهاء بعيسى عليهما السلام، وأورثهم الأرض المقدَّسة فلسطين، لكنهم أفسدوا فيها زماناً يزيد على ألف سنة، فعاقبهم الله على ذلك بتسليط الأمم القويَّة عليهم، وتدمير مُلْكهم، وإخراجهم من تلك الأرض.
وفي نهاية أمرهم، سُلبوا الرسالة السماويّة التي استمرّت فيهم زماناً طويلاً، وسُلبوا الأرض المقدَّسة فلسطين، بعد أن حصلت لهم مقتلة كبيرة، وهُدِم معبدهم ودُمِّرت عاصمتهم مرتين، وطُرد الذين بَقَوا منهم، ولَحِقوا بمن سبقهم إلى الشتات في الأرض كلّها، واستحقوا جميعاً غضب الله ولعنته، وسُخطه ومَقْته!!
وقبل أن يدخلوا الأرض المقدسة منذ أكثر من ثلاث آلاف سنة حذَّرهم نبيُّهم موسى عليه السلام من الإفساد في تلك الأرض المباركة، وقال لهم: «اجمعوا شيوخَ أسباطكم وكَتَبتكم، حتى أقول على مسامعهم هذه الكلمات، وأُشهد عليهم السماء والأرض، فإني أعلم أنكم بعد موتي ستُفسدون، وتبتعدون عن الطريق التي أوْصَيْتكم بها، فيصيبكم الشرُّ في آخر الأيام، لأنكم ستضعون الشر في عينيِ الربِّ، فتُسخطونه بأعمال أيديكم».
وقبْل النبي حزقيال بحوالي مائتي سنة، قام في بني إسرائيل في المملكة الشمالية (إسرائيل) نبيٌّ كريم اسمه (هوشع)، ونهاهم عن الفساد الكبير الذي كان يعجُّ به مجتمعهم، وحذّرهم قائلاً: «اسمعوا كلمة الربِّ يا بَني إسرائيل، فإنّ للرب دَعْوى على سكان الأرض؛ إذ ليس في الأرض حقٌّ ولا رحمة، ولا معرفة لله!! لقد فاضت اللعنة والكذبُ والقتلُ والسرقةُ والزنا، والدماء تلامس الدماء»!!
وبعد موسى عليه السلام بأكثر من سبعمائة سنة، قام فيها نبيٌّ كريم اسمه (حزقيال) - وكان في السبي البابلي- ووبَّخهم كثيراً على ما ارتكبته أيديهم من إفساد في الأرض المقدَّسة، وقال لهم: «أيتها النَّجسة - الخطاب لمدينة أورشليم – ها إنَّ رؤساء إسرائيل كانوا فيك لِسَفْك الدماء، فيك أهانوا أباً وأمّاً، وفي وسطك عاملوا النزيل بالظلم، وفيك جاروا على اليتيم والأرملة».
وفي نهاية أمرهم في الأرض المقدَّسة فلسطين في القرن الأول الميلادي، قام فيهم ثلاثة أنبياء كرام، هم: زكريا، وابنه يحيى، والمسيح عيسى ابن مريم. والروايات المتداوَلة عن المفسِّرين أنّ قتلة الأنبياء من اليهود المفسدين قد قتلوا زكريا، وقتلوا ابنه النبي الكريم يحيى عليهما السلام!! أما المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فقد لقي من إفسادهم ما لقي!! صَدُّوا الناس عن دينه ودعوته، وكذّبوه وسَخِروا منه، وحمَلوه على أن يقول لهم: «إنكم أولاد أبيكم إبليس». ثمّ أخيراً حاولوا قتله، لكنَّ الله نجّاه منهم؛ ومع ذلك فهم لا يزالون يتبجّحون إلى هذا اليوم قائلين: (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) (النساء:157).
***
وهذه صور من إفسادهم الدائم في الأرض:
1. عداوتهم للمؤمنين بالله ورسله، ورغبتهم في إبقاء الناس كافرين مُلْحدين، لا يعرفون الله ولا رسله ولا يؤمنون باليوم الآخر والحساب.
لقد عادَوْا خاتمَ النبيين محمداً صلى الله عليه وسلّم وأتباعه عداءً شديداً، واستمر عداؤهم إلى هذا اليوم، وسوف يستمر زماناً طويلاً. ولقد أعلن عن موقفهم من هذا النبيِّ الخاتم كبيرُ زعمائهم في ذلك الزمان: حُيَيُّ بن أخطب حين سأله أخوه الذي يَصْغُره قائلاً: ماذا في نفسك منه،فأجابه فوراً: عداوتُه واللهِ ما بَقِيت!!
إنّه الحسد الذي يأكل قلوب اليهود أنْ انتقلت النبوة إلى أبناء عمِّهم إسماعيل عليه السلام!!
في عهد النبوَّة قالت طائفة من اليهود لإخوانهم: (آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وَجْه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) (آل عمران: 72)، لقد تواصَوا بإعلان إيمانهم بمحمد صباحاً، ثم كفرهم به مساءً، ليفتنوا المؤمنين عن دينهم.
وفي عهد النبوة قال الله للمؤمنين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم ولمن بعدهم من أجيال المؤمنين: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ...) (البقرة: 109).
وبعد عهد النبوة استمر عداؤهم الشديد لهذا الدين وأهله؛ حيث قام عبد الله بن سبأ - الذي أسلم في الظاهر- بإشعال نار فتنته الكبرى في المجتمع الإسلامي.
وفي القرن السابع عشر الميلادي ادَّعى (شَبَتاي بن زفي) أنَّه المسيح المخلّص، ثم دخل في الإسلام نفاقاً ليخلّص نفسه من القتل في دولة الخلافة الإسلامية العثمانيّة، ثمّ كوّن فرقة (الدونمة) المسلمة في الظاهر، اليهودية في الباطن، فعاثت هذه الفرقة فساداً في تركيا ولا تزال!!
وفي الأندلس- أثناء حكم المسلمين فيها - برز اليهود وقرّبهم الأمراء، وألَّف ابنُ النَّغْريلة كتاباً يطعن فيه بالقرآن، فانبرى له الإمام ابن حزم، وردَّ عليه وأبان له جهله وسفاهته.
إنَّ محاربة الديانات من غير ملّة اليهود، هي دَيْدَنُهم، ولقد فعلوا بالمسيحية - على الرغم من بُعدها عما جاء به المسيح - ما فعلوا، تنصَّر الكثيرون منهم، لكنهم استمروا يهوداً في الباطن، وكادوا للمسيحيين كثيراً وفعلوا من أجل يهوديّتهم الشيء الكثير!! ويكفي أن أذكر اسم ديزرائيلي الذي وصل إلى رئاسة الوزراء في بريطانيا، وظلَّ يهودياً يعمل لقومه ودينه!!
2.إشاعتهم للفواحش والمنكرات، وترغيب الناس في اقترافها، ولقد سبقوا المجتمعات الإنسانية كلَّها إلى الفجور وإشاعة الزنا بين الناس، وهذا مسجَّل في كتبهم التي يقدِّسونها: كان الرجل وابنه يأتيان إلى الصَّبِيّة العاهرة!!
لقد كانت أولَ فتنتهم عن دينهم: النساءُ، وكانوا أول مَن بنى بيوت العهر والفواحش وتاجروا بهن، واستخدموا البنات اليهوديات الجميلات للوصول إلى مآربهم الخسيسة، وذلك بالإيقاع بالأشخاص الذين يُريدون معرفة ما عندهم، ثم تحطيمهم وإسقاطهم!!
وأقاموا مؤسسات كبيرة للقمار، وأشاعوها في كثير من البلاد، وأشاعوا التعامل بالربا منذ القديم وابتزوا أموال الناس.
3. كيدهم لغيرهم من أفراد الأمم والشعوب الأخرىبالقتل والاغتيال والتجسُّس، وكانوا وراء إيقاد نيران الحروب، وإشعال الفتن.
إنَّ من يقرأ ما في أسفارهم القديمة لا سيما ما في سِفر (يوشع بن نون) يأخذه العجب من الدِّماء الغزيرة التي أراقوها حين دخلوا الأرض المقدَّسة فاتحين!!
وكذلك مَن يقرأ عمّا فعلته عِصاباتهم المجرمة قبل قيام دولتهم في منتصف عام 1948، وعمّا فعله جيشهم الذي سمّوه كذباً وبهتاناً: «جيش الدفاع الإسرائيلي» فيما بعد قيام هذه الدولة.
وقد كان لهم دَوْر كبير في إيقاد نيران الحربين العالميتين الكبيرتين: الحرب العالمية الأولى من 1914 – 1918م، والحرب العالمية الثانية من عام 1939 – 1945م، لكنهم اكتوَوْا بنيرانهما!!
ومنذ ما يقرب من خمسة عشر قرناً كانوا يوقدون نيران الحروب في مدينة يثرب بالحجاز بين قبيلتين عربيتين هما: الأوس والخزرج، ثمّ أطفأ الله نيران هذه الحروب، بعد هجرة محمد صلى الله عليه وسلّم إلى مدينة يثرب، التي أصبحت عاصمة الإسلام الأولى!!
4. التدمير والخراب وإيقاع الأذى في منشآت غيرهم:لقد دمّروا وطناً تاريخياً بكامله، اسمه فلسطين!! إنّهم المفسدون في هذه الأرض المباركة، أفسدوا فيها قديماً فطردهم الله منها، وعادوا بوعد بلفور ليفسدوا ثالثاً!! وسوف يعود الله عليهم بقَدَره المرِّ الذي لا يردّه عن القوم الظالمين، (وإن عدتم عدنا)، وعلى المسلمين أن يجعلوا من وعيد الله لهؤلاء المجرمين سلاحاً إيمانياً عظيماً إلى جانب سلاح الحديد والنار، حتى يُنهوا إفساد هؤلاء القوم المجرمين.
هذا وإنّ أخطر ما في هذا الجانب من معالم شخصيتهم السوداء، أن يزعموا أن ما يفعلونه هو ما تأمرهم به الكتب الدينية التي تقول: «اهدمْ كل قائم، لوّثْ كل طاهر، احرقْ كلّ أخضر، لكي ينتفع يهوديٌّ بفِلس، اقتلوا جميع من في المدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحدِّ السيف»!
فهل بعد هذا الفساد من فساد؟!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن