المراهقة الانسحابية
الاستشارة:
تبلغ ابنتي الخامسة عشرة من العمر، وهي متفوقة في دراستها، مشكلتها أنها منذ بلغت الحادية عشرة بدأت تضطرب وتتلعثم وتنسى المعلومات حين تطلب منها معلمتها الوقوف أمامها وأمام زميلاتها لإلقاء قصيدة أو نَص.. أو ترفض بشكل قاطع المشاركة الإلقائية في أي نشاط أو احتفال تنظمه المدرسة مع أنها أهل لذلك، وإلا لما كانت معلماتها لترشحنها... مع أنها كانت تفعل بكل جرأة وثقة وثبات عندما كانت في سنواتها الأولى! لا أدري ما الذي غيّرها، كيف يمكنني مساعدتها لحل هذه العقدة؟
الحل تقترحه عليك الداعية المربية أم حسّان الحلو:
عزيزتي الأم الفاضلة، يبدو أن ابنتك تعبِّر عن مراهقتها بانسحاب اجتماعي. ولو لم تكن ابنتك اجـتـماعية سابقاً لــعبّرت عن مـراهـقـتها بالانطوائية؛ فلله الحمد، حالها الآن مما تَسهل معالجته، وأنصحك بـ:
أولاً: معرفة أسباب انسحابها، فالمرحلة العمرية ما بين - 11 و15 ولربما 17- حساسة. فلو سمعَتْ لمزاً من هنا ولمزاً من هناك لانكمشت وأدى ذلك إلى انسحابها. حاولي البحث عن ذلك وإيقافه - إن وُجد - أو إعلامها بأنّ الهمز واللمز يسيئان لقائلهما ولا يؤثران في السامع الواثق بنفسه، وكرري على مسمعها أنها واحدة من الواثقات اللواتي نثق بهن.
ثانياً: حاولي أن تعزِّزي ثقتها من شكلها ومثلك مَن ينأى بنفسه عن السخرية من سُمنتها أو قِصر قامتها - مثلاً - أو تشبيهها بشخص تكرهينه.ودرِّيبها على تطوير وتحسين مواهبها والاهتمام بشكلها وشعرها ونظافتها الشخصية بالشكل الذي يُرضي الله. وهناك أمر آخر: أرجو أن تهتمي بحاجات المراهِقة الجسدية إذ أنها تحتاج لبعض الملابس التي لم تكن تعرفها في أيام طفولتها. طبعاً مثلك من يدرك تماماً أن المسلمة تهتم بالجوهر قبل المظهر.
ثالثاً: اطلبي منها المشاركة في لقاءات عائلية ضيّقة، وإن أحبت أن تتذكر بعض محًفوظاتها وتعيد إلقاءها فلا بأس بذلك.
رابعاً: حرِّضيها على تعلُّم التجويد وتلاوة القرآن، هو أرقى وأجمل أسلوب لتعزيز الثقة بالنّفس. اغرسي في نفسها أن أصحاب الحق هم أكثر الناس سعادة واعتزازاً بما لديهم.
خامساً: دعيها تبحث عن عيون الشعر، في الشبكة العنكبوتية أو في أمهات الكتب، واطلبي منها قراءتها لك ثم لأسرتكم ثم لعائلتكم ثم في مدرستها وبين صُوَيْحباتها وبعدها المشاركة في الاحتفالات.
سادساً: أَظهري سعادتك وفرحك بكل خطوة نجاح تحققها ابنتك مهما كانت صغيرة.
سابعاً: لا تتعجلي النتائج؛ فالنّفس البشرية بطيئة التغيُّر، المهم أنها تتطور ولا تتدهور.
ثامناً: ارسمي خطة لنفسك؛ تقبّلي عدم التدهور أولاً ثم التوقف ثانياً ثم التطور البطيء.
تاسعاً: ستأتي ساعة الانطلاق؛ عندها ستشعرين أنها قادرة على مواجهة الجمهور بثقة بالغة.
عاشراً وأخيراً: أنصحك بالاحتفال بذلك؛ وكأنك تأخذين عليها عهداً بعدم التراجع؛ وهي لن ترتبك بعد أن تجرب انطلاقة النجاح.
ولعل تَعاون الوالد الكريم والأسرة الفاضلة، سيساعد في سرعة الإنجاز.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن