أرأيتم كم ستخسرون؟
أعزائي:
هل تعتقدون أنه بالصوت العالي والصراخ تحصلون على ما تريدون؟
لعل بعضكم مارس هذا السلوك ونجح في حيازة ما ليس من حقه، واعتقدَ أنه فاز.
ولكنه في الواقع قد خسر كثيراً، فتعالَوا معي نعدِّد كم ستخسرون من وراء ذلك:
1. إنكم تُسيئون لآبائكم وأمهاتكم عندما ترفعون أصواتكم أمامهم وتخالفون أوامرهم لتحصلوا على ما تريدون
.
2. تُغضبون ربَّكم عز وجل؛ فالله تعالى يحب الابن البار بوالديه الذي لا يصرخ في وجههما ولا يقول لهما حتى كلمة «أُف»، كما يحب المؤدب صاحب الخُلُق الحسَن.
3. تخسرون محبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقُرب منه يوم القيامة، فرسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن مِن أَحبِّكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً».
4. يخِفّ ميزان حسناتكم يوم القيامة بسوء أخلاقكم، فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلُق، وإن الله يُبغض الفاحشَ البذي».
5. تخسرون أصدقاءكم إن تعاملتم معهم بالطريقة نفسها؛ فالصديق الخَلوق لا يصاحب إلا من كان مثله.
أرأيتم كم تخسرون؟
وقد تسألون: وكيف نحصل على ما نريد؟
أعزائي:
أولاً:
لا تعتقدوا أبداً أنه ينبغي أن تنالوا كل شيء ترغبون به، فقد يكون هذا الشيء مُضرٌّ بكم، لذا يمنعكم آباؤكم منه، وقد يكون لغيركم وليس من حقكم، وقد يكون عقوبة لكم على تقصير صدر منكم، أو سوء خُلُق... وقد يهدف آباؤكم إلى تدريبكم على خُلُق القناعة، والصبر... وسائر الأخلاق الكريمة، حتى تشبّوا أقوياء الإرادة والعزيمة، قادرين على تحمّل مصاعب الحياة وأوقات الحرمان...
ثانياً:
إذا كان من حقكم الحصول على الشيء الذي ترغبون به: فالصراخ واستخدام الألفاظ النابية والعناد... كل ذلك ليس الطريقة المناسبة لتحقيق مبتغاكم. تستطيعون بأسلوب مهذب سؤال أمهاتكم أو آبائكم عن سبب المنع، وتناقشونهم، ثم تخبرونهم بأنكم مستعدون لطاعتهم والتزام أوامرهم.
ثالثاً:
اعلموا أنه إن منعكم آباؤكم مرة، فهم يمنحونكم مرات...
لذا عليكم بالصبر وحُسن الخُلُق، وتذكروا دائماً، أن الفائز هو صاحب الخُلُق الحسَن، والخاسر الحقيقي هو الذي يخسر محبة الله ورسوله وأبويه وأصدقائه، ويعطي صورة سيئة عن نفسه.
تذكروا ذلك جيداً، وفقكم الله لكل خير.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن