كيف تُدير ذاتك؟
كتب بواسطة بقلم: الأستاذة وفاء مصطفى
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1110 مشاهدة
أسئلة كثيرة تنتاب الكثير منا: كيف أعرف هدفي؟ وكيف أكتشف ذاتي وأديرها؟ وهذا ما ستجيب عليه هذه المقالة.
أنت تملك جميع مقومات النجاح
الشباب يمتلك جميع مقوِّمات النجاح، ولديه الرغبة الحارقة في الإنجاز، الذي يولِّد النشاط والطاقة والحيوية، وقوة العزم والتحدي، والإرادة الفولاذية، والجاذبية الشخصية. ولا يخفى على أحد أنّ شبابنا ولله الحمد ذا عقل عبقري فذ قادر على أن يحقِّق طموحاته، ويُقبِل بكُلِّيته على المستقبل وتحدياته.
أنت وذاتك
فإذا أردت أن تعرف كيف تدير ذاتك يجب أن تعرف أولاً كيف تقضي أيامك، وسنوات عمرك؛ فإن إدارة الذات تعني:كيف تدير وقتك وقدراتك، وإمكاناتك ومواهبك، وجميع مواردك التي حباك الله بها بفضله وكرمه. وما وهبك الله العقل والجسد والمشاعر والروح إلا لتوجهها نحو أهدافك العليا وغاياتك الأسمى التي تصبو إليها بكفاية وفاعلية حتى يكون لك دور ريادي في الحياة.
أنت وعلاقاتك
أول وأهم علاقة هي علاقة الإنسان بربه؛ فلينظر كل منا إلى العلاقة بينه وبين خالقه الأعظم، ولنسأل أنفسنا: هل نعطي الله حقه بالعمل بأوامره، واجتناب نواهيه؟ قال تعالى: (قُلْ إن صلاتي ونُسُكي ومَحْياي ومَماتي لله ربِّ العالمين) (الأنعام:162)، العلاقة الثانية: العلاقة بينك وبين الآخرين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» رواه أحمد، لذا فإنّ الصفة المشتركة بين الناجحين هي صناعة التوازن بين الأدوار التي يقوم بها المرء والواجبات التي يجب أن يؤديها نحو أدواره المتعددة في الحياة.
اكتشف ذاتك
وضع عالمُ النفس الشهير ماسلو مدرَّجاً: للاحتياجات الإنسانيةَ فجعل حاجة الإنسان إلى الهواء والطعام والشراب في أدنى مدرّج الاحتياجات، ووضع في قمة الهرم حاجةَ الإنسان إلى إثبات ذاته، وتقدير وجوده. إذا كنت تدرس في تخصص غير التخصص الذي تريده ولا تحقق فيه أدنى إنجاز، أو تعمل في وظيفة وأنت غير محب لها، أو لديك طاقات كامنة ولم تفجِّرها، أو مواهب مخبوءة ولم تستغلّها، أو عندك ميول ابتكارية ولم تنمِّها، أو اختصك الله تعالى بقدرات متفرِّدة وإمكانات إبداعية ولم تستخرجها من نفسك حتى الآن؛ فلا تنتظر أن يكتشف مواهبك أحد، اكتشف أنت ذاتك، وطوِّر نفسك، واصقل مهاراتك، واشترك في السباق؛ فالعالم كله يسابق الزمن.
اعرف نفسك: أين تقف الآن؟
أنت أيضاً يمكن أن تحلِّل ذاتك عن طريق مراجعة موقفك لأخذ لمحة سريعة عن حياتك، سَلْ نفسك هذا السؤال: ماذا أفعل لكي أحصل على رضا الخالق تبارك وتعالى، وأحقِّق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اعرف عن نفسك أربعة أشياء: نقاط قوّتك وسِرّ تميزك، نقاط ضعفك، الفُرَص المتاحة أمامك التي يمكن أن تغتنمها، العوائق أو الصِّعاب التي تعوقك عن تحقيق هدفك؛ فإذا عرفت نقاط قوّتك فنمِّها، وإذا عرفت نقاط ضَعفك فتغلّب عليها وضعْ لهذا الهدف الخطط والبرامج ونفِّذها وتابعها، وإذا رأيتَ أنّ هناك فرصاً تلوح في الأفق فاستغلّها، فربما لا تأتي ثانية، وإذا كانت هناك عوائق أو تهديدات فذلِّلها؛ فالله سبحانه وتعالى منحنا القدرة على الاختيار، وخلق لنا الإرادة والعزيمة، واستعن بالله؛ قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لَنَهْدِينّهم سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لمع المحسنين) (العنكبوت: 69).
قدِّر نفسك وضعها في المجال الذي تحبه وتألفه وتُبدع فيه وتبتكر، فستأتي النتيجة هائلة؛ حيث سيُنجَزَ العمل بجودة فائقة ودقّة عالية وسرعة ممتازة. فإن لم تنجح مساعيك للعمل في المجال الذي تريد، فقد أثبتت الدراسات أنه إذا لم تستطع أن تعمل فيما تحب فأَحبب ما تعمل حتى تحصل على أفضل النتائج.
اعرف هدفك
إذا كانت لديك أمنية ولم تتحقق، أو كان لديك هدف ولم تستطع تحقيقه ووجدته بعيد المنال، فالفرصة سانحة الآن: أثبتت الدراسات أنه لكي تحدد هدفك يجب أن تتصوّره أولاً وتتخيل أدق تفاصيله، فيعطيك حماساً ودافعية قوية حتى يَسهل عليك تحقيقه، شرط أن يكون هدفك ذكياً، (أي محدَّداً)، وملائماً، ويمكن قياسه، وواقعياً، وملموساً، ويمكن تحقيقه حسب إمكاناتك ومواهبك.
اتخذ القرار والتزم
أعطانا الله تبارك وتعالى قوة في الوقت الحاضر تسمى (قوة الآن)، فلنغتنمها ولْنتّخذ القرار ولنُلزم أنفسنا بتنفيذه، ولا نترك أنفسَنا على هواها... لا نؤجِّل، ولا نسوِّف، إذ ليس لدينا عذر الآن. فما اخترع المخترعون اختراعاتهم لولا التزامهم، قال الله تعالى: (ألم نجعل له عينين ولساناً وشَفَتين وهديناه النَّجدين) (البلد: 8-10). وقال زج زجلار: يفشل الناس ليس لأن لديهم نقصاً في القُدُرات، وإنما نقص في الالتزام. فلنعلم أنّ الإرادة هي رأس مالنا ولْنُقَوِّها، فقد وهبنا الله اختيارات كثيرة في الحياة، وبيَّن لنا: طريق الخير وطريق الشر. فإذا اخترنا الطريق الخطأ كانت النتيجة في الدنيا حسرة، ويوم القيامة خيبة وندامة والعياذ بالله، وإذا اخترنا الطريق الصائب - الذي بيّنه لنا الله، ورسمه لنا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم - كانت نتيجته مدهشة في الدارَيْن، فوزاً وصلاحاً في الدنيا - شرط إخلاص النية لله تبارك وتعالى، وفي الآخرة جنّات نعيم، ورضا رب العالمين. وهنا تلعب الإرادة الفولاذية دورها، وبالعزيمة القوية يَلين لنا الحديد، وبالهمة العالية تُنحت الجبال، وتعلو الهامات، وتتحقق الأهداف، ونراها بفخر تزهو على أرض الواقع. فابدأ بقرار جريء وقويّ... لا تؤجِّل، واستخدم قانون: «قوة الآن» وليس غداً.
وكن رجلاً إذا أتَوْا بعده
يقولون مَرّ وهذا هو الأثر.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن