هل أُلامُ... على التفجُّع لغيابها والبُكاء عليها؟
كتب بواسطة بقلم زوجها الوفي لها حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
494 مشاهدة
هي زوجتي الداعية الصابرة رحمها الله تُوفّيت آخر ساعة من نهار الاثنين في 7 شعبان 1431هـ (=19 تموز2010) وغُيِّب جثمانها في الثرى في جنازة حاشدة صلى عليها حشود من الدعاة والصالحين والمحبين ظُهر اليوم التالي 20 تموز الذي يصادف تمام خمسين عاماً من خروجها إلى الدنيا (في 20 تموز1960).
ومرضُها العُضال الذي أُصيبَتْ به واجَهَتْه بصبر وتسليم بقضاء الله، وظهرت عليها أحوال عجيبة في الإيمان والزهد والرضا، وحصلت لها كرامات وظهرت عليها علامات، وكلها تدُلّ على حُسن خاتمتها إن شاء الله تعالى. رحمكِ الله وتقبّلكِ في عباده الصالحين، ورفع درجتكِ في المهديين، وأخلَفَ لكِ في عقبكِ في الغابرين، وجعلكِ من ورثة جنة النعيم؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون. هذه الزوجة الوفيّة الصابرة، الداعية الصالحة نشأت في بيت تديُّن وعلم فأثمر فيها حبّاً للدّين وحرصاً على العلم وهمّة، وزُهداً وغَيْرةً شديدة وعزّة:
فوالـدُها : العلاّمة الصالح الصابر الفقيه الثبْت الصُّلب الشيخ أحمد أكبازلي زاده رحمه الله.
ووالدتها : المرأة الصالحة القوّامة لليل بنت الفقيه الشافعي الكردي العلامة المَهيب الشيخ محمد جَزّو رحمه الله، وهو أحد شيوخ زوجها عمِّي الشيخ أحمد.
إخوتها الشباب: شهاب الدين وعلاء الدين ومحمد سعيد: وثلاثتهم شهداء في سبيل الله.
ووالدُها هو ابن عمة العالِمَيْن الجليلَيْن: العلاّمةِ الأصولي اللغوي الأريب الألمعي الشيخ عبد الرحمن زين العابدين رحمه الله وقد أُوتي علماً واسعاً وذكاءً نادراً، ومهاراتٍ خارقة في إصابة الأهداف الدقيقة جداً وكذلك في تصليح الساعات مهما كانت معقّدة بإمكانات متواضعة، وشقيقِهِ الأكبر العلاّمة الصالح الشيخ أبي الخير زين العابدين رحمه الله.
وزوجُ عمّتها : هو الوليّ الصالح الفقيه الزاهد مُلاّ رمضان البوطي رحمه الله.
بُشرى لكِ أيّتها الغالية
أمَّ علاء أُبشّركِ بما بشّر به حبيبُنا رسولُ الله r ـ الذي كنتِ تُحبِّينه أعظمَ الحبّ بعد الله عزّ وجلّ وتفتدينه بروحِكِ وحياتك ـ الصحابيّة أمَّ العلاء وقد عادها وهي مريضة ـ وفي رواية: تضوَّرُ من شدّة الوَجَع ـ: ((أبشري يا أمّ العلاء؛ فإنّ مرض المسلم يُذهبُ اللهُ به خطاياه، كما تُذهب النار خَبَث الذهب والفضّة))رواه أبو داود في سننه (3085) وهو حديث حسن.
فهل أُلامُ على التفجُّع لفِراقها مع كامل التسليم بقضاء الله عزّ وجلّ والثقة بحِكْمته ورحمتِه، وعلى بكائها بالدموع بقلب مفجوع... وهي هي بكل ما تقدّم وأكثر بكثير... مع وفاءٍ شديد لي وتعلّق عظيم بي؟
اللهم أسكنها من الجنة فِردَوْسها، ومن منازلها قصورَها وأعلاها، وأسبِغْ عليها رحماتِك، وأكرِمْها يا ربَّنا برضوانك. أَشهد أنها أَمَتُك كانت تدعو إليك، وتعتزّ بدينك، وتجاهد لإعلاء كلمة شريعتك، وتشوِّقُ نفسها للجهاد في سبيلك، وموئلَ الضعفاء من خلقك، وتُحَبِّب الناس بك وبحبيبك ـ r ـ.
وإلى مقالة قادمة أذكُر فيها دروساً من حياتها الشخصية وحياتها الدعوية ـ رحمها الله ـ راجياً أن يتّسع الوقت لكتابتها بعد الفراغ من ضغط هذه المحنة وزحمة المعزِّين.
رحمكِ الله زوجتي الغالية ونوّر قبركِ، وجَمَعنا مع بعضنا في جِنان الخُلْد عند ربّي وربِّكِ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن