مؤشّرات
في يقيني أن اكتشاف الذات أهم من اكتشاف العالم، وفي يقيني أيضاً أن اكتشافنا لأنفسنا لا يكتمل أبداً، ومن ثم فقد خطر في بالي أن أتحدث عن بعض المؤشرات التي تساعد الواحد منا على اكتشاف بعض جوانب شخصيته، وخطر في بالي وأنا في الطائرة من الرياض إلى جدة أن أعرض عليكم هذه المؤشرات السريعة لعلكم تجدون فيها شيئاً من الفائدة :
1- نوعية الصلة بالله – تعالى- مؤشر إلى نوعية صلاح المرء، فإذا كانت هذه الصلة متوهجة ومستمرة من خلال الذكر والثناء والحب والحياء والرجاء، فإن المسلم سيحرص على أن يكون دائماً في الموقف الصحيح، ويحرص على إبراء ذمته والمبادرة إلى الخيروفاءً لتلك العلاقة، وحين تضعف الصلة بالله – تعالى- فإن المسلم قد يجد نفسه معرّضاُ للوقوع في الكثير من الأخطاء بل الموبقات.
2- إنصاف الآخرين وإعطاؤهم حقوقهم المعنوية دون بخس أكبر مؤشر إلى أننا نفكر بموضوعية، قد يجد الواحد منّا من السهل عليه أن يفكر في موضوع من الموضوعات بتجرد ووفق منهجية واضحة وسديدة لكن لن يكون من السهل إنصاف الأعداء والخصوم ورؤية مالديهم من حسنات وإيجابيات، إننا حين نريد إنصاف الأعداء نواجه عواطفنا السلبية نحوهم والمعلومات والانطباعات التي تؤكد أنهم أشرار.
3- الاهتمام هو أكبر مؤشر إلى أننا نستحق الفوز والظفر بالنجاح، إننا حين نفقد الاهتمام بالمعالي ومواقع التأثير والسبق، فإننا نبدو وكأننا مجردون من كل مقومات الجدارة والكفاءة، ونشبه حينئذ سقيماً هدَّه المرض وقد وضِعت أمامه مائدة شهية، أو حُمل إلى ناد رياضي ليمارس لعبته المفضَّلة، لكن حين يوجد الاهتمام فإن كل شي يمكن أن يحدث: يتعلم الجاهل، والكسول،ويكتسب الفوضوي عادة الترتيب والتنظيم، ولذلك كان اليأس وكانت اللامبالاة من أكبر أعداء النجاح بل من أكبر أعداء الحياة.
4- التسامح هو الذي يؤشر إلى مالدينا من قوة معنوية، إننا حين ننتقم نظهر وكأننا ننتصر على خصم، لكننا حين نعفو ونصفح نكون قد انتصرنا على شيء سيئ في نفوسنا هو الشعور المتضخم بالذات والأنانية والحسابات الصغيرة. إننا حين نسامح نرفع رايةً للحب، ونفتح حقلاً للنبل والكرم الذات .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة