فستكون قبورنا هناك في القمم.. حيثُ لم ترفعوا رؤوسكم يوماً!
كنا نعيشُ كما السلاحف.. نحسبُ الدنيا كلها هي ما حوتهُ قواقعنا التي أثقلت ظهورنا وأعاقت حركتنا.. وكانت اهتماماتنا لا تتجاوز هذه القوقعة بحال.. وعندما كان البعضُ منّا يحاولُ أن يبين لنا أننا خيرٌ من ذلك وأن هذه القوقعةَ التي جعلناها كل حياتنا هي أشبهُ بتوابيتَ نحملها طوال عمرنا ثم نموت لنُدفنَ فيها.. كنا نتجاوزه ببطئٍ و نظراتنا البلهاءُ تلكَ تحدقُ في الفراغ ..
ثمَّ تكرمَ اللهُ علينا.. وتحت ضغطٍ معينٍ لم نتخيل أن نصمدَ أمامه.. ولم يتوقع أصحابه مقدارَ ما سوفَ يغيرنا.. بدأنا نكتشفُ أنفسنا من جديد.
اكتشفنا أن قواقعنا تلك ما هي إلا أوهام زرعت في رؤوسنا.. وأننا في الواقعِ نملك أذرعَ قوي.. وأجنحة عملاقة تستطيع أن تحملنا إلى أعلى وأعلى وأعلى …
وجربناها فرأينا من هناك.. من تلك القمم.. مقدارَ حقارةِ تلك الحياةِ التي ارتضيناها لأنفسنا أزمنةً طويلةً ومقدار صَغارها.. ورأينا أنّ الله عز و جل قد أعطانا القدرة ليكون العالمُ بأسره.. بأرضهِ و سمائه مجالنا ومسرحَ أحلامنا وأعمالنا ..
قالَ لنا البعض ممن أبَوْا أن يكتشفوا أجنحتهم وسيطرت قواقعهم على عقولهم.. ما الفائدة ؟ فكلنا سنموتُ في النهاية …
فأجبناهم ونحن نحلقُ للأعلى.. شتانَ بينَ حياتنا وحياتكم.. وأحلامنا و أحلامكم.. ومآلنا ومآلكم..
وأما الموت فيومَ يقدرهُ اللهُ علينا فستكون قبورنا هناك في القمم.. حيثُ لم ترفعوا رؤوسكم يوماً.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن