متى نقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصلينَّ الفجر إلا في القرداحة وقصر المهاجرين"؟!!
لقد بلغ السيل الزبى، ولم يبق حجر على حجر.. دُمرت المدن والقرى، وهُجّر الناس في البلدان المجاورة، وسيل الدم دفّاق، والأعراض تنتهك هنا وهناك، والحرب طائفية بامتياز.. وفوق هذا وذاك تصمّ آذاننا أصوات نشاز: عالمية، وإسلامية، وعربية، وإقليمية، بله ومن المجلس الوطني ومن بعض من يدعي العلم!!
أواه.. ما أقسى البشر، ما أبلد الإحساس، من الناس، ومن كل الناس، عندما يرون الطائرات تقصف مدنيين عزل، ببراميل المتفجرات (كانت مخصصة للبترول)، تنزل على بنايات وعمارات فيها أطفال ونساء وشيوخ وعجائز فتذرها قاعاً صفصفاً، حربٌ على مدن السنة، كل السنة وقراها، قصف بجميع أنواع الأسلحة، ولولا الرعب الدولي المنافق لحرّك النصيريون الآلة الكيماوية.
حَرَقَ المجرم ابن المجرم المحاصيل وأتلفها، قصف المخابز ودمرها، شرد الصغير والكبير، أتى على البنية التحتية والفوقية، حرق البلد.. بصراحة حرق البلد!! ولم يكتفي بما فعله من دمار للحرث والنسل والأخلاق خلال أربعين سنة!! ثم بعد ذلك كله يطالعنا ماكرون دوليون وجاهلون يتدثرون بدثار العلم وشعاره.. وحمقى وطنيون، وسياسيون علمانيون، كلهم يصمُّ آذانه عن القتل والتدمير الممنهج، وليس له همّ إلا الحفاظ على الطائفة النصيرية (العمود الفقري للقتل والتدمير) والأقليات الأخرى!!
يا بشر، يا حجر، يا ناس، يا مسلمون، يا علماء، يا جهلاء، أسألكم بالله العظيم رب العرش الكريم ماذا تقولون في الآتي:
عندما أجلى النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع عن المدينة هل كان ذلك بسبب:
أ- أنهم يهود لكونهم يهود؟!
ب- أم بسبب رجل يهودي عمد إلى ثوب امرأة مسلمة في سوق بني قينقاع، فعقد ذيل ثوبها بأعلاه، وانكشفت فصاحت، فعدّ النبي صلى الله عليه وسلم هذا نقض للعهد، علماً أن الذي فعل ذلك واحد وليس كل اليهود، والذين ضحكوا من المرأة نفر قليل، فعاقب الجميع وحاصرهم وأجلاهم عن المدينة.
2- وعندما أجلى النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة هل كان ذلك بسبب:
أ- أنهم يهود لكونهم يهود؟!
ب- أم بسبب تآمر بعض أفرادهم وهمّهم بإلقاء حجر من أعلى الحائط الذي استند إليه النبي صلى الله عليه وسلم، لقتله والتخلص منه، ولم يتم لهم الأمر بسبب إخبار جبريل له، فاعتبر النبي صلى الله عليه وسلم نقضاً للعهد من جميعهم، علماً أن الذين تآمروا كانوا بضعة نفر، فحاصرهم سبع عشرة ليلة، وحرّق نخيلهم ثم بعد ذلك أجلاهم وأخرجهم من حصونهم.
3- وعندما قتل النبي صلى الله عليه وسلم رجال بني قريضة عن بكرة أبيهم، وسبى النساء والأطفال، أكان ذلك بسبب:
أ- كونهم يهود؟!
ب- أم بسبب اتفاقهم مع قريش في تسهيل دخول خيّالتهم والمقاتلين من جهتهم (ولم يتم الأمر)، فاعتبر ذلك نقضاً للعهد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء حصار الأحزاب لهم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصلِّيَنّ العصر إلا في بني قريضة”.
والآن.. وبعد أن أبدى العالم، كل العالم وقاحته، ونذالته، ومؤامرته الكونية الحقيقية على الشعب السوري، مع خذلان من العرب والمسلمين.. وبعد اشتراك أغلب العلويين في حربهم الطائفية على المسلمين السنة، وهم قوام الجيش وأجهزته الأمنية، ومارسوا كل أنواع النذالة والحقارة، والخسة، من الاستهزاء بالله ورسوله، ودين المسلمين، وقصف المساجد، وقتل الرجال والأطفال والنساء واغتصابهم، وهدم البلد كل البلد وتدميره، والتآمر مع العدو على اختلاف مشاربهم.
عَالَمٌ منافق، صاحب هوى، ولا يخجل، ولا يحترم إلا القوي، فلا نخجل منه، ولنشعلها ناراً ودماراً على هذه الفئة الحاقدة المارقة من كل دين في غمرة الفوضى الخلاقة التي أحبها الغرب.
فمتى يتحرك الجيش الحرّ، وجموع الشباب وكل قادر على حمل السلاح من أهل السنة والزحف نحو مناطق الشبيحة والمجرمين الطائفيين ، ومحاصرة مدنهم وقراهم، واستئصالهم عن بكرة أبيهم، ومتى يكون شعارنا: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُصلينَّ الفجر إلا في القرداحة وقصر المهاجرين“.
ومتى يقتدي العلماء بعلم الأمة (علي الطنطاوي) ويهتفون معه هتاف المجد:
يا أيها العرب في كل أرض، يا أيها المسلمون تحت كل نجم، يا أيها الرجال ويا أيتها النساء: لقد أزفت ساعة المعركة الفاصلة، فليحمل كل رجل منكم وكل امرأة فيكم نصيبَه منها، واعلموا أن الظفر لكم إن شاء الله.
يا أيها المجاهدون: اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن