الهجرة... ومشهد المتغيّرات في زمن الثورات
1. جاء انتصار غزة – أرضِ البطولات والعزّة - في الأيام الأولى من هذا العام الهجري المبارك بعد عدوان لئيمٍ غادرٍ شنّه عليها الكيان الصهيوني الغاصب... عدوانٍ دام (سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً) ليكشفَ عن قُدُرات نفسية هائلة لدى أهل غزة ليست جديدة منهم فقد ظهرت سابقاً في معركة الفرقان أواخر عام 2008 وتجلّت أثناء هذا العدوان في استيعاب صدمة العدوان الأولى وفي صبرٍ عجيب وإيثار مُدهش... وليكشفَ عن إبداعات عسكرية أنتجَتْها عقلية (كتائب القسّام) وفصائل أخرى، وخاصة تطوير القدرات الصاروخية المُنْتَجة محلياً لتصل إلى شمال (تل أبيب) ويجدُر لإدراك هذا التطور قراءة المقالة القيّمة التحليلية والرَّصْدية للدكتور محسن صالح (صواريخ المقاومة ماردٌ قادم...)... مما فاجأ العدوَّ الصهيوني وأرغمه على اللََّهَث وراء إرضاء حكومة (حماس) في غزة للقبول بتهدئة جاءت بفضل الله وَفْق كل الشروط التي فرضَتْها هي...!!
2. وجاء احتدام المواجهة الثقافية في مصر بعنوانها (مرجعية الشريعة الإسلامية) في الدستور الجديد يتلطّى فيه العلمانيون والليبراليون ويُخفون وجه قناعاتهم البشعة وراء شعارات سياسية تتعلق باللجنة الدستورية والإعلان الدستوري وصلاحيات رئيس الجمهورية!!! ليكشف عن (الهُوّة بينهم وبين الهُويّة)... الهُويّة التي تُميِّز أمتنا وشعوبنا... هُوّيتها الإسلامية بمعنى انتمائها للإسلام عقيدةً وشريعة... أخلاقاً وحضارة... والتي تجلّت في حضارة رائعة كَتَبتْ عنها المستشرقة الألمانية (زيغريد هونْكِهْ) في كتابها الرائع: (شمس الله تُضيء ظلمات أوروبا). وهذا متغيّر آخر مهم بعد زمن طويل من الكذب من قِبَل هذه المجموعات الهجينة والأنظمة التي كانت تغطِّيها ... متغيِّر تحقَّقَ بعد سقوط الأقنعة وانخلاع هذه الأنظمة!
3. وفي المشهد السوري نترقب بإذن الله متغيّرات مبشرة كثيرة يتحقق معها النصر ويُعجَّل بها الفَرَج للشعب المنكوب النازفة دماؤه منذ ما يقارب السنتين.
إنها فعلاً هجرة عقلية ونفسية وثقافية وحضارية بدأَتْها الشعوب الإسلامية... ونُقْلة ضخمة في المقياس الحضاري لن ندرك أهميتها وحقيقتها وأبعادها – حتى نحن الإسلاميين – إلا بعد زمان، لأن عامل الزمن مهم - إذْ معه تتراكم كثافة ألوان المتغيّرات - لانكشاف الأغطية عن صُوَر المشهد الجديد الذي أنتجته الثورات والذي يُظهر بلا شك الإنجازات التالية:
* إرادة التغيير للواقع العَفِن الذي عاشته أُمّتنا منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى.
* دور المرأة ووعيها.
* مركز الثِّقَل الشبابي في هذه المتغيرات.
* انفضاح العلمانيين والليبراليين والقوميين.
* بناء (القوة) وأهميتها لاستعادة عزّة الأمة وهيبتها.
* انكشاف خديعة التدثُّر بلُبوس المقاومة التي تساند - بإصرارٍ لئيم - الطغيان السياسي ضمن مشروع مشبوه في المنطقة!
إنها لقطات من مشهد المتغيرات.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة