إعلام المسيح الدجال
ما أكثر وجوه الشبه بين إعلامنا المصري والمسيح الدجَّال!
إنَّ المسيح الدجَّال من أعظم الفتن التي ستمر بالناس، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته منه، فكان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ"..
ويبدو أننا نحتاج في زماننا الآن أن نستعيذ من فتنة كثير من وسائل الإعلام المصري!
إن الدجَّال بمعناه اللغوي هو كثير الدجل والخداع والتزييف والكذب..
وهو الذي يقلب الحقَّ باطلاً، والباطل حقًّا..
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم في حق الدجَّال: "إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ"..
وهكذا معظم إعلامنا المصري الآن..
إن الذي يراه الناس في إعلامنا على أنه نار هو الجنة، والذي يراه الناس في إعلامنا جنة هو النار فعلاً!!
يصوِّر إعلامُنا المفسدَ صالحًا، ويصوِّر الصالحَ مفسدًا، ويظهر الخائن بطلاً، ويظهر المؤمن الشريف خائنًا كذابًا..
والدجَّال كما يصوِّره رسولنا صلى الله عليه وسلم أعور، فيقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ"..
هذا هو معظم الإعلام المصري! إنه الإعلام الأعور!!
يرى جانبًا واحدًا من الصورة فقط!!
يوم ثورة 25 يناير لم يكن يرى إلا كوبري 6 أكتوبر الفارغ من البشر، بينما لا يرى التحرير المزدحم مطلقًا..
والآن يرى التحرير ولا يرى رابعة العدوية مطلقًا..
إنه الإعلام الأعور..
يرى العلمانيين، ولا يرى الإسلاميين..
يرى الفلول، ولا يرى الثوار الأحرار..
يرى البلطجية الذين أصيبوا وهم يقذفون المولوتوف على منازل ومقار الشرفاء، ولا يرى الشهداء الذين سالت دماؤهم أنهارًا..
يرى من يؤيد الانقلاب على الخير، ولا يرى من يدعم مسيرة الفضيلة..
إنه الإعلام الأعور حقيقة!!
والدجَّال سرعته فائقة.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ردًّا على من سأل على إسراع الدجَّال في الأرض: "كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ"، وهكذا الإعلام المصري في سرعته الآثمة.. ليته سريعًا في الحق.. إنما في الباطل المحض، فبمجرد أن سقط الشرفاء سارع الإعلام بالبرامج والحوارات والأخبار والندوات.. خلية نحل في غاية النشاط، ولكنها تصنع العسل المسموم، وتبث الفتنة الهائلة، في سرعة عجيبة، كسرعة الدجَّال أو قريبًا منها، ولا تكاد تشاهد فقرة من فقراته إلا وفيها لمز بالدين، وهمز بالشريعة، وطعن في حملتها، وشتم في المدافعين عنها..
والدجَّال لا يترك مكانًا في الأرض إلا ذهب إليه، يقول الدجَّال عن نفسه كما في الحديث: "وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا.."، وهكذا إعلامنا المصري.. لا يدع قرية إلا هبطها.. يخاطب كل مصري بما يناسبه ليفتنه ويغويه، حتى لا يبقى مكان إلا ويتحدث بحديث الكذب والضلال..
والدجَّال عندما يخرج يتبعه اليهود، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ"، ومعظم الإعلام المصري يقدِّم لليهود الآن خدمات جليلة، فصار هجومه على حماس أشد من هجوم اليهود أنفسهم، وصار مَنْ يدعم فلسطين مجرمًا متهمًا بتهمة التعاون و"التخابر" مع شرفاء فلسطين، وصار اليهود الآن تابعين لإعلام الدجَّال، فهو يفعل ما لم يستطيعوا هم أن يفعلوه في عشرات السنين..
إنها فتنة المسيح الدجَّال جاءت في مصر مبكرة عن موعدها في العالم كله!
وما العصمة منها؟!
العصمة في أن ترفع من درجة إيمانك، فيكشف الله لك زيف الإعلاميين وكذبهم وتدليسهم، فالإيمان وحده هو الذي سيكشف لك الحقيقة، وينقذك من أكاذيبهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف كيف يكتشف المؤمنون كذب الدجَّال، وكيف يعصمهم الله عز وجل من فتنته: "مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ"..
إن هذا يعني أن المؤمنين سيعرفون الدجَّال بشئ يقرأونه على جبينه، سيراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون والمنافقون والمفتونون، ولا يتعلَّق هذا بمستوى الثقافة أو التعليم، أو حتى القراءة والكتابة، فإن المؤمن غير الكاتب سيقرؤها كذلك، وهذا الذي يمكن أن ينجيك الآن من الإعلام المصري.. فكم من الحاملين لشهادات الدكتوراة والماجستير ينخدعون بزيف الإعلام المصري، وذلك لقلة إيمانهم، وضعف ارتباطهم بالله عز وجل، وكم من الفلاحين البسطاء، والرجال والنساء الطيبين من أبناء هذا الشعب، الذين لم يتلقوا تعليمًا ولا دراسة، يدركون بوضوح كذب الإعلام وتضليله..
إن المسألة مسألة إيمان، وكلما ازددنا قربًا من الله فضح لنا مكر الإعلاميين وتدليسهم..
فنسألك يا الله يا ربنا أن ترفع درجة إيماننا، وأن تعصمنا من فتنة الدجَّال المعاصر، كما تعصمنا من فتنة الدجَّال القادم..
وأسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة