في السرفيس
خرجت من مكتب التحرير متوجهة إلى موقف السيارات علّني أجد واحدة تقلّني بسرعة إلى المنزل لا سيما وأن وقت صلاة الظهر قد داهمني ولم يعد إلا القليل.توقف السائق، فقلت: ساحة (...)؟ قال: نعم. وصعدت إلى السرفيس. كان السائق شاباً بدا لي أنه من شباب الصحوة الإسلامية، وقد أراحني ذلك إذ قلّما أجد هذه النماذج في سائقي السرفيس. وبعد أن أدار المذياع أو لعله (المسجّل) لتنبعث منه أناشيد دينية جهاديّة تأكّد ظنّي. في الطريق.. وبعد أن قطعت السيارة مسافة لا بأس بها، فإذا بالشاب يقدِم لي مجلّة قائلاً: تفضلي أختنا هذه مجلّة إسلامية. نظرت إليها وإذا هي "منبر الداعيات" العدد (11)، ضحكت في سرّي وقلت له: منبر الداعيات؟ أنا التي أصدرها.. ولعلّني أخطأت في التعبير لفرط دهشتي، إذ كنت أقصد القول: إنني محرّرتها. قال: ما شاء الله.. ولا أخفي أنني سررت كثيراً برؤية المجلّة توزّع بهذا الأسلوب الدعوي.ولا أدري لعلّ مهنة الصحافة دفعتني إلى سؤاله بقولي: عفواً.. كيف حصلت على "منبر الداعيات"؟ فتبسم وقال بما معناه: من نفس المصدر- يقصد من الجمعية التي تصدرها..سبحان الله، فكم كانت فرحتي كبيرة بهذا الأخ الذي يمثل رمزاً من رموز صحوة الشباب المسلم بإصراره على الترويج للفضيلة- في زمنﹴ باتت فيه وكأنها ضربٌ من ضروب العملة الصعبة- وتقديم الخير في شتى وسائله كهدية لإخوانه المسلمين.وكم من أناسﹴ اهتدوا بهذه الوسيلة التي هي السيف المسلّط على رقبة الفسق والانحلال والفجور. وكم من شبابﹴ وفتيات نالوا جزيل الثواب لأنهم كانوا سبباً في هداية الكثير من عصاة المسلمين، قال صلي الله عليه وسلم:"لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها"، وقال أيضاً:"بلِغوا عنّي ولو آية".فهلاّ كنت- أخي المسلم، أختي المسلمة- من أولئك الذين يجعلون من حياتهم حقلاً رحباً للدعوة إلى الله تعالى؟فبارك الله بكل من يعمل على تبليغ دعوة الله.. كان ذلك بآية أو حديث، كتيّبٌ أو شريط، أو مجلة. فلعله بذلك ينال خير الدنيا والآخرة، ولا تنسوا- أعزائي القراء- قوله صلى الله عليه وسلم:"تهادوا تحابّوا
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن