باحث في مؤسسة القدس الدولية، متخصص في التاريخ الإسلامي، كاتب في عدد من المجلات والمواقع الالكترونية، عضو رابطة أدباء الشام، ومسؤول لجنة الأقصى وفلسطين في جمعية الاتحاد الإسلامي.
وجدانيات مع حفل افتتاح العشرية الثالثة للجمعية
عمر الإنسان محدود ضئيل إذا ما قورن بعمر البلاد والدول، وعمر الجماعات والدعوات، فكيف بعمر الأمة الممتد وعراقة تَنْبِض تحناناً لتلك البقعة وذلك النداء الخالد من عبدٍ هو سيد الأحرار يعتلي الكعبة أشرف البيوت ليُعلن ميلاد حضارة..
سنوات تتوالى وتسير كأنها تلك الجِمال التي عبرت صحراء الجزيرة القاحلة لتُشرف على خِصْب الأرض وتزيح جبروت الدول الكبرى وشأفتها...
لم أعرف لماذا تجلَّتْ في ذهني هاتين الصورتين وكأنني أشاهدهما رأي العين عندما هممت بكتابة بعض خواطري في حفل افتتاح العشرية الجديدة من عمر جمعيتنا، هل هو صفاء المنهج ونقاؤه كما جاء به سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ومرجعتيه الأصيلة بين كتاب الله وسنة رسوله! هل هي المساواة التي ننعم بها في رياض دعوتنا فلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بما يحمل من همّ للأمة وكدّ في سبيل رفعتها وهي الصرح الأسمى الذي لقنني أول أحرف الوحدة وعشت فيها حقيقةً بأن الإسلام هو الجامع الأول ويهمّش أمامه أيّ انتماء آخر؟ هل هو الوضوح فكما رُفع النداء الأعظم بقوة وصدق وعلى رؤوس الأشهاد، كذلك هي دعوتنا صافية واضحة لا لَبْس فيها ولا خوف منها إلا من طغمة الفساد والإفساد؟؟ مسيرة رائدة في مختلف جوانب الحياة هي للأسرة والطفل.. للفقير والغني.. للعالم والعامل.. لهم فيها حظ وسهم ونصيب...
هي الإرادة للبذل والعطاء من غير تمييع للوسيلة أو نسيان للهدف وعواصف التغيير التي اقتلعت الكثير وانحنى أمامها أكثر تحاول اجتثاث الكيان والوجود ولكنّ الدَوْح يزهر مع كل ربيع والعشرينية شاهدة بارزة..
سنابك الخيل التي تثير الرمال فتموج السواعد المؤمنة في دفعات هادرة من الفتوحات تُعلي همم الشباب المؤمن.. ومشايخ الرحمن يشحنونهم بكل فضيلة وعزّ، جيل يستقي من الجيل الفريد سبيل المـَـكْرُمات والريادة...
عشرون عاماً مضت والدعوة تَرْفل في أثواب الصحة والعافية وتُخرج من رَحِمها عدداً من المؤسسات الرائدة في الدعوة والتعليم الشرعي كانت سباقةً في عدد منها وما زالت حتى اليوم...
لم يقدِّر لي المولى أن أعيش منذ الانطلاقة والتأسيس فلحقت بالركب منذ عشر سنين، هي الأغلى في عمري والأهم، وجدت المحضن المثالي الخالي من تلوث المفاهيم فنهلت أبجدية الدعوة في أُلفة ووُدّ، عشر من السنوات كانت كافية أن تَصْهُرَني فيها فلا أتخيل الحياة إلا تحت ظلال فَيْئها الممتد لنتّقي معها وبها فِتَناً جعلت الضَّنْك بالساحة الإسلامية جُرْعات لازمة ولكن الطريق على صعوبته، جعل الهدف معلوماً تراه القلوب المؤمنة وتلمحه الأعين وإنه والله لقريب...
هي عالمي وحُلُمي، هي ابتسامة طفل سُرَّ في الكشاف وتربّى في (عالم الفرقان)، هي دمعة فقير كفكفها عطاءُ (نماء)، هي احتضان شاب في (المنتدى) فأصبح لها وفيها، هي الإسناد الأقدس في (دور القرآن)، هي الثقافة والإبداع والمنهج الأصيل في (منبر الدعوة والداعيات)، هي أمي وأختي وابنتي في حنان (حنايا) ورصانتها، هي الحياة في (مدرسة) الريادة وأفق التعليم الرحب يبذر أطفال الجيل القادم...
فيها عشت عشراً من السنوات فيها اختلاجات نفسي وشعث من روحي وقسمات من ذهني والقلب يسكن في رحابها، هي دعوتي الأم لن أختصرها بكلمة فهي كل الكلمات، أباركِ لك يا غاليتي العشرينية وما زالت قلوبنا تنبض في حُبّك لنعلو معاً نحو القمم...
نريد شباباً تدُكّ الجبالَ * وتعلو بهامتنا في القِمَمْ
شبابَ العقيدة هيّا استعدّوا * على درب أحمد حُطّوا القَدَمْ
وخَلُّوا النواقص والتافهاتِ * وسيروا بعَـزْم وسودوا الأممْ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن