مدرّب في التنمية البشرية
فن التحفيز (2/2)
التحفيز كما ذكرنا في العدد الماضي هو عملية بث الطاقة والحماس في نفوس الأتباع، وقد ذكرنا في هذا المجال استراتيجيتين. في هذا العدد، سنعزز الاستراتيجيّتين السابقتين بأمثلة، وسنضيف إليهما استراتيجيات جديدة:
1. استراتيجية التلاحم والاندماج:
أ. شركة ABB لتكنولوجيا الطاقة تحتوي على 150 ألف موظف في 100 دولة تحت 3 مستويات فقط.
2. استراتيجية امتلاك القلوب:
أ. «هيلث آسوشيبتس» للرعاية الصحية تعطي الأولوية في خدماتها لموظفيها وعائلاتهم قبل الزبائن!
3. استراتيجيات الشراكة: إذا استطعت أن تربط الموظف بأصل المؤسسة، بحيث يكون جزءاً منها، عندها تستطيع أن تكسب ولاءه؛ وهذه أعلى درجات التحفيز، وصدق من قال: كيف أدافع عن أرض لا أملك فيها شبراً؟!
أ. يستطيع أيٌّ من الـ 80,000 عامل في سلسلة مطاعم Outback Steakhouse المتوزعين في 1230 فرعاً أن يمتلك جزءاً من المطعم بشراء أسهم قيمتها 25,000$، وذلك باستقطاع شهري قدره 10$ من الراتب، كما يستطيع مضاعفته الى 6 مرات كل 5 سنوات.
ب. شركة «زيروكس» تنتهج مبدأ الشراكة الجماعية والإثابة: أي فريق عمل يتعاون أعضاؤه ويحققون ربحـاً عظيماً للشركة تتضاعف رواتبهم 100% في كل مرة!
4. استراتيجيات التنمية المعرفية:
أ. إحدى شركات جنرال موتورز كانت تعاني من تغيب 24% من الموظفين، ففتحت المجال للبعثات الدراسية واستكمال الدراسات العليا والتدريب المستمر لموظفيها، فانخفضت نسبة التغيب إلى 3% وزاد الرضا الوظيفي إلى 90%.
ب. (لقد ربحنا البارحة... لقد خسرنا البارحة.. لقد فشلنا في التوصل إلى اتفاق مع الشركاء المساهمين...)، كل يوم يُمدّ «جاك ستيك»، رائد الإدارة، جميع العاملين لديه بآخر التطورات في الشركة.
5. استراتيجيات تحرير الفعل:
أ. رئيس شركة «نورد ستورم» الجديد ألقى مجلدَي سياسات الشركة وقوانينها، بصفحاتها الـ 256 لكل مجلد، في المزبلة، وأصدر قانوناً واحداً فقط: (اتّبع ما تراه صائباً.. وكفى).
ب. يستطيع 240 عـــاملاً من فريق المبيعات لشركة «أمريكان إكسبرس» أن يعملوا لصالح الشركة من أي مكان ما داموا يعملون لها، وحتى من غرف نومهم؛ توجد لهم أهداف محددة وكفى.
ج. بإمكان أي عامل من شركة «بوينغ» أن يتصرف بمبلغ 500$ لتنفيذ أي تجربة لحل مشكلة تعاني منها الطائرات من دون انتظار الموافقات الإدارية، وهكذا قضت الشركة على نصف المشاكل!
6. استراتيجيات القلب الواحد:
عندما تولى «هورست شولتز» رئاسة سلسلة فنادق «Ritz Carlton» عام 1988 بفروعها الـ 25 وموظفيه الـ 11,700، قرر أن يجعل من فنادقه المؤسسة الخدماتية الأولى على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أنه سيكسر رؤوس شيراتون وهيلتون وغيرها، وليس فقط الفنادق بل كل المؤسسات الخدماتية الأخرى كالمستشفيات والجمعيات الأهلية وغيرها، في حين أن ريتز كارلتون كانت لا تكاد تُذكر!
وجد شولتز بأن الفنادق تقوم بارتكاب 40,000 خطأ يومياً! من أصل 20 مليون عملية، أي بمعدّل خطأ في كل 500 عملية، والسبب انعدام التحفيز، فقام بخطوة غير طبيعية: جلس مع كل موظف جلسة خاصة وسأله:
• بشهاداتك الحالية هل ستجد راتباً أفضل من راتبنا؟
- (العامل): نعم، ربما بزيادة تصل إلى 1000$.
• ما الذي تحتاجه حتى تعمل بأعلى كفاءة؟
- ربما مكتب خاص وهاتف مع تخفيض ساعات العمل.
• إن وفرت لك كل ما تحتاجه، وضاعفت الزيادة إلى 2000$ فكيف ستعمل عندي؟
في عام 1992، نالت فنادق كارلتون الجائزة الأولى في أمريكا في الجودة! بأخطاء مجموعها 4 فقط!! فقد قفز الرضا الوظيفي من 50% الى 90% مؤدياً إلى رضا العملاء بنسبة 96% !! إنه التحفيز!! وقد كرر شولتز التجربة ونال الجائزة الأولى مرة أخرى عام 1999 بـ 17,000 موظف من 36 فرعاً حينها!!!
المصدر: منبر الداعيات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة