طبيبة مِخْبرية، حفيدة العالِم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه اللَّه | لبنان
فَلْنَنْفضْ عنّا الغُبار!
نعم.. إنها ثورة للتغيير.. دعوة لأن ننفض غبار كل ما هو عبثي وسطحي، غبار التقليد الأعمى والتبعية، غبار الجهل الذي هو أساس كل بلاء: جهل في الدين يبدأ من جهلنا لحقيقة خلقنا في هذا الوجود، ليتبعه جهل في كل ميادين الحياة، غبار الـ «أنا» وحب الذات، غبار عادات بالية أرهقت أرواحنا وأتعبت أفكارنا وأنهكت قوانا فأصبحنا كالأغنام نُساق ولا نعرف إلى أين؟
نعم.. إنها دعوة لأن نعرف أين كنا وأين نحن الآن وإلى أين نحن ذاهبون؛ فإن جهلنا هذه الحقائق فسنبقى في التيه غارقين وفي التخبط مستمرين وفي الجهالة منغلقين...
إنها دعوة للفهم الحقيقي لكل ركن من أركان وجودنا، للأخلاق الفاضلة التي هي جوهر علاقاتنا، للعلم الذي هو أساس كل عمل ناجح، للعمل المبني على خلق فاضل وعلم صحيح متوازن، للخير الذي نسعى لنشره في مجتمعاتنا. إنها دعوة للنقد البنّاء، للحوار الراقي، للإنسانية التي تنتحر تحت عناوين شتى في أمة غارقة في مفاهيمَ خاطئةٍ وأفكارٍ هدامة.
نعم.. إنها ثورة سنكون جميعاً فيها يداً واحدة ضدّ كل جزئية بالية عصفت بكينونة وجودنا، فنسفت كل ما هو حقيقي وصادق وجميل.
لكن التغيير يبدأ من تغيير الذات أولاً (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: 11)؛ فالذي يفشل في ذلك لن يستطيع أن يواكبنا في رحلة التغيير هذه.
الله أسأل أن يفيض علينا من رحماته وأن ينير قلوبنا المظلمة بنور محبته وأن يفتح علينا فتوح العارفين وأن يكون لنا سنداً وعوناً ونصيراً، لنخرج أنفسنا ومن حولنا من بوتقة العبودية «إلا له»، من مستنقعات الجهل إلى بحار العلم، ومن وحل الضلالة إلى فضاء الهدى والبر والخيرات...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن