كيف أجيب على أسئلة ابني المحرجة؟
لديّ ولدان، الكبير عمره 5 سنوات، والأصغر منه ثلاث، وحامل ببنت. وقد بدأ ابني بطرح الأسئلة المحرجة عليّ منذ أن بدأ يظهر عليّ الحمل بابنتي: أمي... هل كنتُ أنا أيضاً في بطنك؟ كيف دخلت؟ وكيف خرجت؟... وأحتار كيف أجيبه عليها! فما هي الإجابة المناسبة لعمره التي تُشبع حاجته للمعرفة الصحيحة وفي الوقت نفسه لا تؤثر على تفكيره وسلوكه؟
الحل: تقترحه عليك الداعية المربية أم حسان الحلو:
عزيزتي الأم ، يبدو أن صغيرك حفظه الله يتمتع بذكاء متّقد، كما أن لديه دقة ملاحظة، وهذه صفات من الأمانة الحفاظ عليها; فلا يمكنك تجاهل تساؤلاته، لكن يمكنك الإجابة عليها بصدق دون دقّة، والتلميح بإشارات سيفهمها مع الزمن، وذلك باتباع الآتي:
اذكري له بدء تكوُّن أسرتكم الكريمة، حين قرر والده الفاضل تكوين أسرة سعيدة فارتبط بك - حبذا لو رأى صور زفافكما - عندها اشرحي له أن أمه وأبيه قررا أن يكونا جوار بعضهما مدى الحياة، وقد اشترى والده لكما غرفة نوم كي تكونا معاً دائماً. وأنتما في الليل تدعوان الله دوماً أن يرزقكما الصبيان والبنات الذين تحبونهم ويحبونكم ويحبهم الله. وقد كنت أنت يا صغيري أول واحد رزقنا الله إياه ففرحنا بك. وقد قدّر الله لك أن تكون وتخرج إلى الحياة بعدما كبر بطني...
لو سألتِه إن كان يحب أن يرى الصغيرة التي في بطنك، فإن أجاب: نعم فارفعوا أيديكم جميعاً بالدعاء، واطلبوا من الذي خلقها أن يحفظها ويجعلها تكبر فيكبر بطنك، وأن يرزقها الحياة، حينها ستقرر الطبيبة أنْ تدخلني غرفة العمليّات وتُخرج أختك التي كتب الله لها الحياة، وتحملها أنت ويحملها أبوك ونفرح بها جميعاً؛ فهي الفرحة المنتظرة.
أكدي له أن كل كائن حي له أُم وأب، واسأليه هل للقطة أم وأب؟ حتى التمرة لها أم وأب. ومن المناسب هنا ذكر مَن ليس له أم ولا أب (آدم عليه السلام) ومنَ ليس له أب (عيسى عليه السلام). ومن المناسب أن تسأليه بل وتعلِّميه صلة الأقارب بعضهم ببعض، فتَذْكرين له أسماء عماته وأعمامه وفي بطن من كانوا ومَن هي أمهم... ثم عرّجي أيضاً على أسماء خالاته وأخواله وفي بطن مَن كانوا ومَن هي أمهم...
حبذا لو ذكرت له شيئاً يناسب قُدُراته عن حمل السيدة آمنة بالحبيب محمد [وعن مولده السعيد وعن رضاعته].
اعلمي يا عزيزتي أن كل الأمور المُحرجة لها تأصيل شرعي يجعلها في غاية الرِّفعة؛ فالله هو الخالق المصوّر وليست الجهود البشرية إلا وسيلة قد تخيب وقد تصيب. والذي منحنا الحياة سبحانه هو الذي وضّح لنا سبل السعادة فيها؛ فالإنسان يرتقي إلى أعلى الدرجات بطاعة الله وينحدر لأسفلها حين يعصيه سبحانه. والمسلم يكون في غاية الطاعة حين يتزوج ويقرر أن تكون له ذرية تذكر الله.
وفقك الله أختنا الكريمة ورزقك السلامة والذرّية الصالحة المصلحة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن