اكتشفي ... استثمري... انطلقي...
عزيزتي... من كمال نِعَم الله على الإنسان أن زوّده بمواهب ومهارات متعددة؛ فمن الناس مَن يوفّق لتنميتها واستثمارها واستغلالها ليحقِّق من خلالها أهدافه، ومنهم مَن يهملها فتصبح كالنبتة الذابلة التي لم تتلق الرعاية الكافية كي تنمو وتثمر... وأنت بالطبع – بما حباكِ الله به من فطنةٍ وذكاء – ستختارين أن تكوني من الفريق الأول الذي يسعى جاهداً أن يطوِّر نفسه ويزوِّد قدُراته بما يدعم تثبيتها ويزيد من فاعليّتها، ولعلكِ تسألين: كيف أكتشف مواهبي ومهاراتي؟ وكيف أطوِّرها؟
وإليكِ بعض الخطوات العملية التي تساعدكِ في ذلك:
- اقرئي الكثير مما كُتِب في هذا المجال.
- حاولي أن تجرِّبي مختلف الأعمال، ثم راقبي: أيّ الأعمال تميّزتِ بها، واستمتعتِ بإنجازها؟ واطلبي ممن حولك أن يقوِّمن لكِ أداؤك، فهذا يُعينكِ على استكشاف طاقاتكِ الفطرية، أو اكتساب مهارات جديدة. واعلمي أن أفضل ميدان لعمليّتَي الاستكشاف والتقويم إنما هو ((العمل الجماعي)).
- حدِّدي لكِ مهارة، اثنتين، ثلاثة... وضعي الهدف من تنمية كل واحدة، مثلاً: تريدين أن تنمّي مهارتَيْ القراءة والكتابة لديكِ حتى تصبحي كاتبة مشهورة، أو روائية متميِّزة، أو إعلامية واسعة الاطلاع... وتوخّي من وراء أي هدف تضعينه لنفسك: خدمة الإسلام، فليس من هدف أشرف منه.
- بعد تحديد الهدف، اسعَيْ للتعرف على أصول وقواعد تنمية كل مهارة، واحرصي على تعلُّمها، وبذلك تكونين قد أَتقنتِ هذه المهارة أو تلك وفق أسس علمية صحيحة.
- اعملي على مراكمة تجاربكِ في ممارسة مهاراتك ومواهبك، فالخبرة التي نكتسبها في أي مجال، إنما هي عملية تراكمية تتحصّل لدينا من خلال المثابرة والعمل الدؤوب.
- انطلقي نحو تحقيق أهدافك بثقة وثبات... واحرصي على أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وردِّدي العبارات التي تحفِّزكِ على التفكير الإيجابي المبدع، وعلى الفعل الإيجابي أيضاً؛ فإن ذلك يُعطي الزَّخم اللازم لأعمالك، واستحضري كل معاني القوة والعزة والثقة بالله أولاً ثم بالنفس، فكل أعمالنا وسلوكياتنا مبدؤها من ((الفكرة))، فاعملي على تصحيحها.
وختاماً، ما تقدم كان بعض الإرشادات التي تؤسِّس عندكِ عزيمة ((الانطلاق))، فاسعَيْ لمعرفة المزيد... ألقاكِ على خير.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن