الثورة “رغما عن” أنوفنا.. وليس بسببها.
أستاذ فاضل أكن له احتراماً كبيراً، سألني بين العتب واللوم: هل فهم الناس الدين فجأة..؟
وكان يقصد أنه إذا كان الأمر صحيحاً كما أقول أن الفهم السلبي –السائد- المدعوم من قبل المؤسسة الدينية التقليدية قد روّض الناس على تقبُّل الظلم والطغيان- فكيف اشتعلت هذه الثورات إذن؟.. هل فهم الناس الدين فجأة؟.. بلا سابق تمهيد أو إنذار.. هل فهموه دون أن ندري؟.. فهبوا يثورون على واقعهم الذي –أدّعي- أن الفهم السلبي للدين قد ساهم في تكريسه وترسيخه.. هل انسلخوا من هذا الفهم السلبي فجأة.. والتحموا بفهم إيجابي مباشرة دون أن يصحب ذلك “ثورة ثقافية” على الإرث الذي أدعي أنه السبب في وصولنا إلى ما وصلنا إليه..
السؤال مطروح فعلا أمام مهابة الحدث العظيم المنتشر كالنار في الهشيم من المحيط إلى الخليج..
لكن هذا السؤال –على أهميته- يتضمن فرضية يتعامل معها كما لو أنه بديهة ومسلّمة.. ومن ثم يمررها عبر هذا السؤال: هل فهم الناس الدين فجأة؟
هذه الفرضية- التي تعامل على أنها مسلّمة لا نقاش فيها- هي أن الدين هو الذي حرّك هذه الثورة.. و لذلك يكون السؤال: هل فهموا فجأة؟
لكن هذا ليس صحيحاً أبداً.. رغم أنه يمرر على أنه كذلك.. الدين لم يكن عاملاً محرّكا للثورة.. لم يُرفع شعارٌ دينيٌّ واحد في أيٍّ من الثورات المضيئة حتى الآن.. (وقد عدّه البعض من “حسنات” هذه الثورات!).. كما أنه لم يُعرف عن أيٍّ من ثوّارها ومفجّريها الأوائل أيَّ اتجاهٍ دينيٍّ بالمعنى الثوري المحرّك للثورة.. لا ينفي هذا تدينهم أو التزامهم الديني كما إنه لا يثبته ولا يمتّ له بصلة.. كانت الشرارة الأولى للثورة غير مؤدلجة بالمرة من أي اتجاه كان.. وقودها الأساسي كان الشعور بالظلم تجاه أوضاع فاسدة فرضت عليهم.. وهو شعور إنساني لا يتنافى مع أية عقيدة دينية.. أي إنه جزء من المشتركات العامة التي لا يمكن نسبتها بعينها إلى الدين.. كما لا يمكن نفيها عنه في الوقت ذاته..
ولو حاولنا أن نتتبع الشرارات المفصلية في الثورة بدءاً من تونس ومواقف رجال الدين –حتى غير الرسميين- منها لوجدنا أنهم تخلفوا عن ركب الثورة ببعض الخطوات.. فالنقاش اختزل في بداية الأمر حول حرمة ما فعله (البو عزيزي) ومصيره الأخروي.. بل إن البعض من رجال الدين كان قد علق على ثورة تونس بأنها ثورة ليست من أجل الدين بل من أجل الخبز وبالتالي لا يجوز دعمها!!
لاحقاً وبعد انتصار الثورة تطور النقاش ليكون إيجابيا أكثر خاصة أن للنظام التونسي – الموغل في علمانيته- أعداء كثر من التيار الإسلامي.. علما أن أحد الدعاة السعوديين المعروفين والذي شارك في إهالة التراب على النظام التونسي كان قد قدّم عام 2009 شهادة مختلفة عن وضع الإسلام في تونس، شهادة استخدمها النظام في تلميع صورته آنذاك..
كان الوضع في مصر وموقف رجال الدين مشابهاً إلى حد بعيد بتفاصيل أكبر.. الشرارة أصلا كانت تونسية وغذيت بذلك الشعور”المصري” الأصيل بأنهم أحق من التوانسة بأن تكون الريادة لهم في الثورة.. وهو شعور شعبي مصري لم أجد تحريضا دينياً له بشكل واضح.. وبعبارة أوضح لكن لم يكن هناك “تحريض” أو تعبئة من قبل رجال الدين على القيام بثورة أو حتى استلهام النموذج التونسي..
وكان هذا واضحاً في أول يوم انطلقت فيه انتفاضة الشباب في الثلاثاء 25 يناير.. لا أعرف شخصيا أي داعية أو رجل دين بارز كان له موقف مؤيد علني قبل الانتفاضة.. بل حتى إن التيار الإسلامي السياسي الذي دفع ثمناً باهظاً في تصديه للنظام، حتى هذا التيار كان قد أعلن أنه لن يشارك رسمياً في الانتفاضة، وأن أفراده سينزلون المظاهرات كمواطنين، وليس بصفتهم أعضاء في “الجماعة” وهذا يعني أنهم سينزلون بصفة صراعهم مع همومهم المعيشية وليس مرجعيتهم الإسلامية الممثلة في أفكار الجماعة وشعاراتها.. علماً أن أطروحات الجماعة في الفترة الأخيرة كانت توحي أنها قد تخلت تماما عن أية مطالب جذرية في الإصلاح، وتحولت لتكون جزءاً يزين النظام به وجهه الكالح عبر لعبة الكراسي البرلمانية..
الأيام الثلاثة التالية بين ثلاثاء الثورة وجمعة الغضب كانت خالية من أية دعوة واضحة من رجال الدين للمشاركة.. كانت أغلب الأصوات تنادي بالهدوء وتجنب الفتنة –بشكل عام- مع أصوات أخرى تنادي بوضوح بعدم المشاركة (وهي أصوات محسوبة على السلطة ولا يمنع هذا من كونها مسموعة ولها احترامها عند قطاعات كبيرة من الجماهير).. علماً أن إحدى أهم الحملات لدرء الفتنة والتي قادها د.عمرو خالد كانت تقصد درء الفتنة بين المسلمين والأقباط بعد تفجير الكنيسة في الشهر السابق للثورة.. لكن التداخل الزمني بين الثورة والحملة و عمومية الشعارات المستخدمة ( دون تحديد أية فتنة) جعل البعض يحاول تجيير الحملة لغير ما انطلقت لأجله..
تصريح الأخوان المتعلق بالنزول –كإخوان مسلمين- إلى المظاهرات بعد 3 أيام من انطلاقها له دلالاته المهمة، فالتصريح قال بوضوح إن الجماعة “تستجيب” لمطالب الشباب ولم تكن هي المبادرة في الدعوة للتظاهر.. الأمر هنا يتجاوز الصدق والمصداقية إلى حقيقة مهمة في هذا السياق: إن التيار السياسي الإسلامي الأكثر نشاطا في مصر اقتفى خطى شباب الثورة واستجاب لمطالبهم في النزول ولم يكن هو من حرّك الثورة ابتداء..
بعبارة أخرى: لم يكن الفكر الديني السياسي الذي تمثله الجماعة هو المحرك للثورة أو الدافع في إطلاقها.. بل جاء ليدعمها لاحقاً.. علماً أن التزام الأخوان بعدم رفع شعاراتهم كان له أثر إيجابي جداً على عموم مشاركتهم ومصداقيتهم.. لا أدري هنا إن كان ذلك قد حدث طوعاً من قبلهم أو أن الشباب المنظمين قد منعوا رفع شعارات من أي نوع.. لكن في النتيجة النهائية شكّلَ ذلك إضافةً إيجابية للثورة..
الأيام اللاحقة شهدت تدافعاً من قبل رجال الدين والدعاة على ميدان التحرير.. فلننتبه هنا إلى أن الوجود في “الميدان” شيء والتصريحات الإعلامية التي يطلقها هؤلاء شيء آخر.. فجمهورهم الذي يراهم على الفضائيات والذي قد يتبعهم ويلحق بهم في الميدان كان يسمع تصريحات متنوعة منهم بحسب كل داعية وحساباته.. في الأيام الأولى التي تلت يوم جمعة الغضب.. كان هناك مسافة شديدة الوضوح بين مطالب أفاضل هؤلاء ومطالب الشعب.. الشعب كان قد قال ما يريد.. إسقاط النظام.. لكن الدعاة كانوا لا يزالون يتحدثون عن مطالب بسقف واطئ.. أي عن “إصلاحات دستورية” فحسب.. والحديث هنا عن أفضل هؤلاء وأكثرهم مصداقية-من وجهة نظري-…كما إن الحديث العام عن عدم “التخريب” و حماية الممتلكات وإن كان بنية طيبة إلا إنه ترك انطباعا عاما بان المشاركين بالمظاهرات يقومون بالتخريب وينهبون المال العام أو الخاص..وهو ما تبين لاحقا وجود مبالغات كبيرة فيه.
آخرون كانوا كارثة بكل المقاييس.. واحد منهم (محمد حسان) الذي كان –في مناسبات سابقة- قد ألقى خطباً نارية في عدم الخروج على ولي الأمر وحرمة المظاهرات.. كان قد انضمّ إلى شباب الميدان وخرج على الفضائيات ليعلن أنه موجود لغرض تهدئة الشباب وإرشادهم وتوعيتهم ودرء الفتنة!!- أي إنه مرابط لتثبيط الشباب وإجهاض الثورة..
آخر(خالد الجندي) تباكى على الهواء مباشرة على الفتنة التي انتشرت بين الشباب وهو يطالبهم صراحة بالبقاء في منازلهم، وقد تلقّى جزاء ذلك عندما حاول الذهاب إلى ميدان التحرير (ذهب ليدعوهم إلى العودة إلى المنازل.. لكن الشباب أعادوه هو إلى منزله.. ربما بعد مرور سريع بالمستشفى)…
أحد مقدّمي البرامج الدينية –الذي لا يرقى حتى إلى مرتبة الدعاة الجدد وإن كان جمهوره المعجب بوسامته وطراز ملابسه قد يعتبره كذلك- قال أشياء في منتهى الغرابة رغم أنه مرابط في ميدان التحرير… قال فضائياً أشياء عن احترام مبارك وعن كونه الأب والجد.. كما قال إن الشعب يفتقد إلى الذكاء العاطفي وإن هذا يعقّد الأزمة!!
هذا لا يعكس بالضرورة لعبا على الحبال عند الجميع (البعض منهم حتما وبالتأكيد يفعل ذلك ) لكنه يعكس أيضا تخبطا عند رموز هذا التيار في التعامل مع ما يحدث.. وهو تخبط لم يعرفه شباب الثورة الذي حسموا مطالبهم منذ ثالث أيام الثورة على الأقل: الشعب يريد إسقاط النظام.. نقطة انتهى.
هناك أيضا استثناءات مضيئة انحازت لمطالب الشعب (محمد سليم العوا، محمد عمارة، صفوت حجازي، راغب السرجاني.. مع حفظ الألقاب للجميع) لكن من الواضح أن هناك مسافة زمنية(قصيرة في حالة هؤلاء الأفاضل) بين تلاحمهم مع مطالب الشعب، وبين انطلاقة الثورة، وهو أمرٌ لا يعيبهم أبداً وأسرده هنا لأصل إلى نتيجة عامة علينا نحن جميعا-كناشطين في مجال الفكر الإسلامي- أن نعيها ونعي مسئوليتنا تجاهها.. لقد تخلفنا عن مطالب الشعب.. فكان أن الشعب تركنا ومضى يطالب بحقوقه دون مرجعية دينية..
لكن خليط المواقف لا ينتهي هنا.. المؤسسة الدينية الرسمية كانت منحازة تماما للسلطة..
( المفتي علي جمعة يفتي بجواز عدم صلاة الجمعة -!!- لكي لا يستغلها دعاة الفتنة في التظاهر! وشيخ الأزهر يفتي بحرمة المظاهرات، وعبلة الكحلاوي تبكي وتستجير ضد الفتنة المدبرة لمصر! وضد الأجندات الخارجية!).. بالإضافة لذلك كان هناك تحالفٌ نادرٌ بين عدوين لدودين.. التيار السلفي والتيار الصوفي.. التيار السلفي قال وجوهه ومشايخه كلمتهم بعدم المشاركة بوضوح.. بل قد سمعت منهم ما يجعل عظام السلف الصالح ترتعد من أن ينتسب لها هؤلاء.. سمعت مثلا من يقول: إن نظام مبارك أفضل نظام لحكم مصر لأنه لا يملك أجندة ليبرالية كالتي يملكها رئيس افترض المتحدث أنه سيخلف مبارك!.. علما أن أفراد التيار السلفي ومشايخ الصف الثاني فيه –في مصر على الأقل- كانوا أكثر وعيا بكثير من مشايخ الصف الأول منهم..
التيار الصوفي من جهته وهو الصديق التقليدي لمؤسسات الحكم ولأجندات الحكام و لمؤسسة راند الداعمة لهؤلاء الحكام، هذا التيار وجد نفسه تلقائياً، وبحكم المهنة التاريخية في إدامة شخير الأمة ضد الثورة، وضد كل ما يمس الوضع القائم مهما كان فاسداً.. خرج أحد رموز هذا التيار (الجفري) ليبكي ويتباكى على المؤامرة التي تتعرض لها مصر والأجندات الخارجية، ويدعو الشباب إلى عدم الخروج وعدم الانصياع للفتنة.. وكل ذلك قبل أيام قليلة فقط من سقوط رأس الحكم.. وقد شمل بكاؤه تطاولاً على الشيخ القرضاوي.. باعتباره يحاول احتكار الحقيقة (يا للتهمة.. .! كما لو أن ظلم النظام كان مسألة وجهات نظر!)
واسم الشيخ القرضاوي هنا لا يأتي عرضاً.. فهو الاستثناء النادر العملاق الذي لا نظير له في المؤسسة الدينية التقليدية.. لن ندّعي هنا –ولا يدّعي أحد- أنه قد ساهم في إشعال الثورة.. لكن موقفه من ثورة تونس كان قد أدى حتماً إلى إحداث أثر ايجابي في ثورة مصر.. لن ينسب فضل إشعال الثورة له.. لكن لا يمكن إنكار أن الدعم الذي وجهه القرضاوي للثورة كان عميقاً وساهم في إدامة شعلتها..
والحقيقة أن دور العامل الديني في هذه الثورة كان في هذا الإسناد.. الشرارة لم تكن دينية المصدر كما مر.. لكن استمرارها احتاج إلى “التدين”.. لا أتحدث هنا عن دعم القرضاوي فحسب.. بل عن تلك الجموع الهائلة وهي ترسم مشهداً أجمل من كل مشاهد الطبيعة.. وهي تذوب في صلاة جماعة هائلة بينما خراطيم مياه السلطة تحاول تفريقهم.. ويزداد الانضمام تباعاً رغما عن أنف-بل عن خراطيم!- السلطة.. هذا “التدين” العاطفي الذي يجد القوة في اللجوء لله عز وجل.. ويجد في الصلاةتلاحما يوحّد الجماهير أمام مطالبها أكثر..
هذا التدين –العاطفي- لا يتناقض أبدا مع التدين الفكري العقائدي لكنه يقع في منطقة أخرى فحسب.. منطقة حسّاسة رغم بساطتها ولا يستطيع أي تيار فكري ادعاء احتكاره لها..
فلنطرح السؤال مجدداً الآن، وبعدما مرّ بنا من أن الشرارة الأساسية للثورة- و محركها الأصلي لم يكن الدين-.. السؤال هو: هل فهم الناس الدين فجأة؟..
للأسف لا. لقد فهموا دورهم في الحياة، ومسئوليتهم عن أوضاعهم فجأة. لكن ذلك ويا للأسف كان هذا بمعزل عن الدين. بالنسبة لي هذا ليس أمراً مؤسفا فحسب. بل هو مرعب أيضاً. لكنه قد حصل.
ليس هذا فحسب… ليس فقط أن الجماهير قد ثارت، ولم يكن الدين محركها في شرارة الانطلاق… ليس فقط أن الجماهير لم تثر بسبب الدين.. بل الحقيقة الأكثر مرارة هي أن الجماهير قد ثارت بالرغم عن الفهم الأفيوني المتداول للدين، والذي كان صاحب الصوت الأعلى في الأيام الأولى الحاسمة للثورة.
ليس” بسبب من” الدين.. بل رغما عن” الفهم السلبي” للدين.... هذا ما حدث للأسف الشديد، وهو أمر خطر إذا استمر.. فرفع الظلم ومحاربة الفساد يكفي لإطلاق الشرارة.. لكن “الثورة”.. لكي تكون ثورة كاملة.. وليس مجرد انتفاضة شعبية عليها أن تمتلك مرجعية قيمية وثوابت واضحة يمكن الرجوع لها.. دون ذلك ستُجهَض الثورة وتُقتنَص من طرف هذه الأجندة أو تلك… سواء كانت أجندة داخلية لمراكز قوى وفساد جديد “أكثر قدرة على التخفي” أو أجندة خارجية لا تريد أن تفقد عميلها دون أن تحاول استبداله بآخر..
نعم. الناس لم يفهموا الدين فجأة. لكنهم أدركوا دورهم فجأة عندما تبين لهم أنه لم يعد الاستمرار ممكنا فيما لم يعد ممكنا الاستمرار فيه. لم يكن للدين كبير دور في ذلك. مع الأسف..
لكن هناك فعلا من فهم الدين فجأة وبلا سابق إنذار.إنهم بعض رجال الدين. خاصة بعد انتصار الثورة، وتنحي رئيس النظام… بعض الصامتين تكلموا… بعض المتباكين على الفتنة نزلوا للميدان يهنئون الشباب…. بعض المنتحرين رسمياً لديهم الصلف الكافي للإفتاء بعكس ما أفتوا به سابقاً. فجأة صار الكل ثورجية ويتغنون بالثورة بعدما كانوا يتوسلون إلى الشباب بالعودة إلى المنازل…. ليس الكل طبعا… الكل في مصر فقط، لكن هناك في دول أخرى رجال دين لم يفهموا بعد بين تأييد صريح ووقح للظلم، وصمت مريب أو كلام من نوع “أنتم عابرو سبيل فلا داع لكل هذه الضجة.. الأمر أعجل من هذا”…
لا بأس بأن يفهم رجال الدين فجأة…لا بأس أن يؤيدوا الثورة… أن يفهموا متأخرين خيراً من أن لا يفهموا قط… لكن المهم أن يكون هذا الفهم ثورة جديدة في تفكيرهم، لا تأييداً للمنتصر فحسب… لا انتصارا للسلطان المتغلب الذي هو الشعب هذه المرة.
لا بأس أن يعيدوا قراءة النصوص التي استخدمت لمنع الخروج على الحاكم، لكن لا يمكن أن يكون ذلك “موضعيا” وخاصا بهذه النصوص فحسب، بل يجب أن يكون منهجا جديدا لقراءة النصوص وربطها بالحياة.. منهجا لتفعيل كل النصوص، وليس فقط النصوص التي تخدم “الوضع الجديد”..
لا بأس بأن يفهم البعض متأخرين… المهم أن يكونوا قد فهموا فعلاً… لا أن يكونوا قد نزلوا من سفينة غارقة والتحقوا بأخرى تبدو الآن أكثر حظاً في النجاة.
هؤلاء –إن بقوا في السفينة الجديدة بهذه النية- فسيكونون سبباً في ضياع بوصلتها في تخبطها أو حتى غرقها..
الثورة الحقيقية عليها أن تفرز هؤلاء وتميزهم..
لن يكون ذلك سهلا.. فشعوبنا عاطفية (خاصة الشعب المصري!).. وتغفر أحيانا لمن لا يستحق المغفرة، وفيما لا يمكن التساهل فيه.. لكن لا بد مما لا بد منه..
مرة أخرى: ليكن ما يكون…
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة