معنى الحج المبرور
كتب بواسطة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
715 مشاهدة

السؤال:
ورد في الحديث أنّ من حجَّ الحج المبرور رجع كيوم ولدته أمه، فهل يعني هذا أن كل الحقوق التي كانت عليه تسقط منه ويخرج منها بصفحة بيضاء؟
الجواب:
الصحيح أن حقوق الله تسقط عنه بالحج المبرور إلا الكبائر؛ لأن الذنوب منها كبائر وصغائر. فالكبائر لا بد فيها من التوبة الصادقة، بشروطها المعروفة، أما حقوق الناس فلا تسقط إلا بأدائها إلى أصحابها، أو تنازلهم عنها ومسامحتهم بها. فالذين يرتكبون الكبائر ويُصرّون عليها ولا يتوبون منها، أو يأكلون حقوق الناس، ويعتدون على أموالهم، أو أعراضهم، ثم يحج أحدهم ويظن أن هذه الحجة قد برأته من ذلك كله، فإنه يكون مخطئاً، والتوبة المقبولة معروف شروطها، أولها: أن يترك الذنب الذي يتوب منه، فإن تاب من ذنب وهو مستمر فيه، لم يتركه، يكون كمن ضل الطريق في السفر، وعرف أنه يمشي إلى غير وجهته، ثم استمرّ في طريق الخطأ مع معرفته به، لا يكون قد رجع إلى الصواب. وثانيها: أن يعزم عزماً أكيداً أن لا يعود مرة ثانية إلى هذا الخطأ. فإن عزم هذا العزم ثم وضعته الظروف في الخطأ مرة ثانية وتاب، تُقْبَل توبته أيضاً. أما إذا تاب وهو ينوي في نفسه أن يعود إليه ويتوب منه، فلا تكون توبته صحيحة. ثالثها: أن يندم على ما وقع منه، ومعنى الندم أن يتمنى أن لا يكون قد وقع في هذا الخطأ.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الرابع
أدباء الدَّعوة في انتظار الـمِظلّة
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين!
غزّة العزّة.. مَعلَم وشاهد حضاري للأمّة
ترتيب الأولويات.. وأثرها في تحقيق الذات!