العائدة إلى بيت أبيها
لما صدع الرسول صلى الله عليه وسلّم بما أمر به وأخذ يدعو عشرته الأقربين إلى الدين الجديد اتخذ منه أبو لهب وزوجه أم جميل- العوراء الحاقدة حمالة الحطب- موقفاً عدائياً وكادا للإسلام ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه وللمسلمين كيداً عظيماً وكانت السيدة أم كلثوم بنت رسول الله وأختها رقية تعيشان في بيت واحد مع أم جميل حمالة الحطب، مع العوراء الحاقدة والتي أرادت أن تشغل الرسول عن دعوته لدينه الجديد فقررت هي وزوجها أن تعيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بنتاه لينشغل بهن وأقسم عدو الله أبو لهب وأقسمت أم جميل أن تعود رقيّة وأم كلثوم إلى بيت أبيهما وقد نجاهما الله من نكد العيش ونزل في شأنهما قرآن الله في قوله تعالى:﴿تبّت يدا أبي لهب وتبّ ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته حمّالة الحطب في جيدها حبلٌ من مسد﴾.
اسمها:
أم كلثوم بنت محمد صلى الله عليه وسلّم أمها السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها جاء وفد أبي طالب يخطبها من والدها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لتكون زوجة لعتبة بن أبي لهب ووافق النبي صلى الله عليه وسلّم وما كان لأم كلثوم إلا أن ترضى بما ارتضاه والدها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
عودتها إلى بيت أبيها رضي الله عنها:
نفّذت أم جميل ما توعدت به ونفّذ أبي لهب ما هدّد به محمد صلى الله عليه وسلّم وعادت أم كلثوم إلى بيت أبيها ووقفت إلى جوار والدتها وأختها فاطمة تخفف عن والدها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ما يجد من اضطهاد أهل مكة وظلمهم وقاست مع والدها ووالدتها وأختها فاطمة والمسلمين ما قاست في شعب أبي طالب عندما وصل حقد الكافرين من قريش مداه فقاطعوا النبي وأتباعه من المسلمين لا يبيعوهم ولا يشترون منهم وفرضوا عليهم حصاراً شديداً وقاسياً ثم أذن الله لهذا الليل المظلم والحصار الظالم أن ينقشع فأكلت القرضة صحيفة المقاطعة التي كانت في جوف الكعبة فلم يبق منها إلا اسم الإله الحق القادر (باسمك اللهم) وعاد المسلمين إلى ديارهم.
هجرتها في سبيل الله:
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلّم مع صاحبه أبي بكر وترك ابنتيه أم كلثوم وفاطمة وحيدتين بعد وفاة أمهما الطاهرة خديجة رضي الله عنها في البيت المهجور ثم جاءتهما البشرى أن الرسول صلى الله عليه وسلّم وصل سالماً إلى يثرب وجاء زيد بن حارثة رضوان الله عليه ليصحبهما إلى دار الهجرة إلى دار الإيمان إلى المدينة المنورة التي أضاءت بنور النبوة وقد خفف عنها ألم الفراق أنها ذاهبة إلى قرة عينها ذاهبة إلى والدها الحنون ذاهبة إلى الرسول الكريم في مقامه الكريم بين الأنصار وعاشت في المدينة وفي صحبة أبيها وأختها رقية وفاطمة ثم رحلت رقية رضي الله عنها إلى بارئها وبقيت أم كلثوم وفاطمة إلى جوار النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة