فتوى صادرة عن هيئة علماء المسلمين في لبنان بشأن صرف الزكاة والصدقات والهبات لأهلنا السوريين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيَّد الأوّلين والآخرين نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنّ هيئة علماء المسلمين في لبنان تحثّ المسلمين على إحياء فريضة الزكاة والتي هي قنطرة الدّين، وقد قَرَن الله عز وجل في كثير من آيات كتابه الكريم بين الصلاة وبين الزكاة فقال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسـول الله، وإقـام الصلاة، وإيتـاء الزكـاة، وحـجّ البيت، وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ولقد حدّد الله عز وجل مصارف الزكاة بقوله: (إنما الصدقاتُ للفقراء والمساكين والعاملينَ عليها والمؤلّفةِ قلوبُهُم وفي الرّقابِ والغارمينَ وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله واللهُ عليمٌ حكيم). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أُحمي عليه من نار جهنم، فيُجعل صفائح يُكوى بها جنباه وجبهته...) رواه مسلم.
وإن إخواننا المهجّرين السوريين أو المنكوبين داخل وطنهم من ظلم النظام وتنكيله وإجرامه يستحقون دفع الزكاة إليهم فهم اليوم ما بين فقير ومسكين أو غارم أو ابن سبيل أو مجاهد في سبيل الله عز وجل في مقـارعة الباطل لرد العدوان عن الأنفـس والأعراض والكرامـات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن استجار بالله فأجيروه...) رواه النسائي، وقد استعاذ إخواننا بالله من شرّ هذا الظالم فعلينا نصرتهم والدفع عنهم وقد استجارونا فعلينا أن نؤمّنهم ونحفظهم ونساعدهم. وإنّ دفع الزكاة والصدقات لهم هو من تأمينهم وحفظهم ومساعدتهم خصوصاً ونحن في شهر الخير والمواساة والإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالصائم لا يُفطر والقائم لا يَفتر) رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة) رواه مسلم. وكَم تركت هذه الحرب التي يشنها هذا النظام الغادر من أرامل وأيتام ومساكين!
لهذا يرى علماء المسـلمين في لبنان أن يُخصّص من تجب عليهم الزكاة بعضاً منها لنصرة أهلنا السوريين في هذه الظروف القاسية والعصيبة التي تمر عليهم وعلى بلادهم حتى يكشف الله تعالى عنهم الغمّة بزوال وسقوط النظام الجائر المجرم المتآمر، وينبغي أن لا يتوقف أغنياء المسلمين عند بذل الزكاة وحسب بل عليهم أن يتقدموا بالصدقات والهبات لهذا الشعب الشجاع الثائر على الظلم والعدوان حتى يبزغ فجر النصر عما قريب بإذن الله.
هيئة علماء المسلمين في لبنان
لجنة الفتوى
رمضان 1433هـ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن