"إنما أنا رحمة مهداة"
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
3114 مشاهدة
في الشهر الذي وُلد فيه نبيّنا صلى الله عليه وسلمأَوْلى ما ينبغي أن نذكّر الناس به أنّه رحمة عظيمة أهداه الله إليهم ليخرجهم من الظلمات والعذاب والبؤس والشقاء، كما قال هو صلى الله عليه وسلم عن نفسه:
"يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" وهو حديث صحيح أخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" ۱:۳٥ والإمام أبو محمد الرامَهُرْمُزي في كتابه "أمثال الحديث" المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم -ح۱۳- عن سيدنا أبي هريرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم.
ثم قال الحاكم أبو عبد الله عقب الحديث: ( صحيح على شرطهما) - يعني البخاري ومسلم - ووافقه الإمام الذهبي رحمه الله، وأورده الحافظ الهَيْثمي في "مجمع الزوائد" ٨:٢٥٧ بنحوه وقال: رواه البزّار والطبراني في "الصغير" و "الأوسط " ورجال البزّار رجال الصحيح.
وورد الحديث مرسلاً بإسناد صحيح إلى التابعي الجليل أبي صالح رفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الحافظ الدارِمي في سننه ۱:۱٧-ح۱٥- وابن سعد في "الطبقات" ۱:٩٢.
ولكن حتى هذه الرواية المرسلة وردت موصولة من طرق تتبّعها الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة: ح٤٩۰، وينظر كلام الإمام ابن كثير عند تفسيره للآية ١٠٧ من سورة الأنبياء: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين(.
فائدة
قال الرامَهُرْمُزي عقب سياقه سند الحديث عن عدد من شيوخه منهم أبوه ومنهم القاضي الصالح أبو العباس البِرتي- الذي قال الإمام الذهبي فيه: القاضي العلاّمة الحافظ الثقة... البغدادي والحنفي والعابد. وقال ابن العماد: كان ثقةً بصيراً بالفقه عارفاً بالحديث... زاهداً عابداً كبير القَدْر من أعيان الحنفية متوفى عام 280هـ: اتفقت ألفاظهم في ضمّ الميم في قوله "مهداة" إلا أن البرتي قال: مهداة - بكسر الميم- من الهداية، وكان ضابطاً فَهِماً متفوقاً في الفقه واللغة والذي قاله أجود في الاعتبار لأنه بُعث صلى الله عليه وسلم هادياً كما قال عزّ وجلّ: )وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم(…ومن رواه بضمّ الميم إنما أراد أن الله أهداه إلى الناس وهو قريب. انتهى كلامه رحمه الله. وألفتُ النظر هنا إلى وقوع أربعة تحريفات سوى سقط أيضا في الكلام في هذا النص القليل من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت التي اشتغل فيها من يدّعي التحقيق وهو يكثر منه التحريف بل التلاعب بالمخطوطات !!! فما أشنع التطاول على كتب العلم من المتشبّعين بما لم يُعطَوْا!!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة