هولندا تمنع الذبح وفق الشريعة الإسلامية
صادق مجلس النواب الهولندي على مشروع قانون يقضي بحظر ذبح الحيوانات وفق الشعائر الإسلامية واليهودية، بموافقة 116 نائبا ومعارضة 30، إلا أنه يتعين موافقة مجلس الشيوخ قبل أن يصبح القرار نافذا.
وأرجع النواب الذين صوتوا لصالح الحظر، الثلاثاء 28-6-2011، موقفهم بأن طريقة الذبح بحسب الشعائر الإسلامية واليهودية "غير إنسانية"؛ إذ يشترط القانون الهولندي أن يفقد الحيوان الوعي قبل ذبحه حتى لا يتعرض للألم أو الخوف في حين تشترط القوانين الإسلامية ذبح الحيوانات وهي مستيقظة، وبذلك تكون هولندا قد انضمت إلى نيوزلندا والدول الإسكندنافية وسويسرا التي تمنع الذبح هي الأخرى، وفق ما نشرته وكالة "رويترز".
لكن النواب الذين أبدوا اعتراضهم على هذا الحظر أكدوا أن حرية الدين يجب أن تكون أكثر أهمية، وسيصبح بإمكان الجماعات الإسلامية واليهودية التي تثبت أن الحيوانات لا تعاني أثناء هذه الطريقة في الذبح بنفس القدر الذي تعانيه أثناء صعقها في المسالخ للحصول على رخصة لمواصلة ممارساتها التقليدية.
وأثار القانون اعتراضات من المنظمات الإسلامية واليهودية، والتي تتوافق مع المسلمين في ذبح الحيوانات بنحرها، وعدم صعقها بالكهرباء، أو قتلها عن طريق الصدمة الفجائية كما هو الحال الآن بالمذابح الهولندية غير الإسلامية.
وحاول المشرعون ترك ثغرة ربما تسمح باستمرار الذبح على الطريقة الدينية؛ إذ قال المشروع إنه "بوسع الجماعات الدينية أن تواصل الذبح وفقا للطريقة الدينية إذا أثبتت أنها ليست أشد إيلاما من الصعق"، لكن من غير الواضح كيف يمكن فعل ذلك.
ويعيش في هولندا مليون مسلم من مجموع 16 مليون مواطن هولندي وأغلبهم من الأتراك والمغاربة، في حين لا يتجاوز عدد اليهود 50 ألفا.
وكانت حملة ظهرت في هولندا على يد ماريان تيم، زعيمة حزب "الرأفة بالحيوان"، الذي لا يملك سوى مقعدين في البرلمان من أصل 150 مقعدًا، حيث اقترح الحزب أن يتم إلغاء الاستثناء الخاص بالمسلمين واليهود في الذبح من دون تخدير للحيوان، بحجة بأن الحيوان عندما يُذبح من دون تخدير، يتعرض لآلام شديدة، وأن الشرائع اليهودية والإسلام لا تمنع التخدير.
ولقي هذا المقترح دعم الحزب الليبرالي الحاكم وحزب الحرية الذي يتزعمه اليميني المتطرف، جيرت فيلدرز، المعروف بعدائه للإسلام، في حين عارضت الأحزاب المسيحية الثلاثة استصدار مثل هذا القانون الذي يرون فيه تعارضا مع حرية الاعتقاد، لكن هذه الأحزاب لا تملك أغلبية في البرلمان.
وشكا مسلمو هولندا من أنهم يشعرون أن صورتهم شوهت بسبب الحظر المزمع الذي جرت مناقشته، وسط تزايد التأييد للسياسي المناهض للإسلام خيرت فيلدرز.
وقال محمود، إمام "مسجد التوحيد" في أمستردام: "لم يكن هناك مبرر لإقرار هذا القانون. هذا قرار سياسي. من يملك سلطة تحديد ما إذا كانت طريقة قتل الحيوانات جيدة أم لا؟".
وتشترط قواعد الاتحاد الأوروبي صعق الحيوانات قبل ذبحها، لكنها تسمح باستثناءات تخص الذبح وفقا للطرق الدينية، وهو ما قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بأنه حق ديني. لكن ناشطين مدافعين عن حقوق الحيوان يصرون على أن ذلك "أمر وحشي".
والذبح على الطريقة الإسلامية تقضي بذبح الحيوان من الوريد إلى الوريد؛ مما يتيح –بحسب العلماء- للحيوان حرية الحركة والإدماء (النزف) الكامل، بينما الطرق غير الإسلامية للذبح فيقتل الحيوان بدون التسمية أو ذكر الله, وبطرق كالخنق بالغاز أو الصعق بالكهرباء القاتل أو بالمطرقة على الرأس، ويبقى الدم في جسد الحيوان ما يشكل مرتعًا خصبًا تنمو فيه الجراثيم المختلفة، وتسبب الألم للحيوان، وهذه الطرق تجعل الحيوان يرزح تحت وطأة آلام مرعبة, مع بقاء نسبة عالية من الدم في الذبيحة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة