لكثرة المصلين.. فرنسا تحول بعض ثكنات الجيش إلى مساجد
قررت الحكومة الفرنسية تحويل بعض الثكنات العسكرية التي كان يستخدمها الجيش الفرنسي في السابق إلى مساجد مؤقتة، حتى يتم التو صل إلى حل نهائي لمشكلة إغلاق المصلين لبعض الشوارع الباريسية لأداء الصلاة خاصة في شهر رمضان الذي يشهد كثافة في عدد المصلين.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، كلود جيون في تصريح له إنه قد تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحويل إحدى الثكنات التي كان قد أخلاها الجيش في حي "كلينيوكور" الذي يتواجد فيه المسلمون بكثرة إلى مسجد اعتبارًا من منتصف سبتمبر القادم للحد من ظاهرة اضطرار المصلين لإغلاق بعض شوارع الحي لأداء الصلاة.
وأضاف جيون في حديث لصحيفة " لوباريزيان " الفرنسية أنه لم يعد مقبولاً أن يغلق المصلون الشوارع لأداء الصلاة بوصفها ظاهرة تتعارض مع علمانية الدولة الفرنسية.
وتمنع الحكومة الفرنسية بناء أماكن للعبادة منذ تطبيق قانون العلمانية الذي أنهى سلطة الكنيسة على الدولة في عام 1905 غير أنها أعطت أبناء الأقلية المسلمة استثناءً لبناء بعض المساجد .
وأشار وزير الداخلية الفرنسي إلى أنه سيتم كذلك تحويل بعض الثكنات الأخرى التي كان يستخدمها الجيش الفرنسي في السابق في أماكن أخرى من باريس، لا سيما في الدائرة الثامنة عشرة إلى مساجد مؤقتة إلى أن يتم بناء مساجد لاستيعاب المصلين.
يشار إلى أن الحكومة الفرنسية التي تمنع بناء أماكن للعبادة في فرنسا منذ تطبيق قانون العلمانية الذي أنهى سلطة الكنيسة على الدولة في عام 1905 أعطت أبناء الأقلية الإسلامية استثناء لبناء بعض المساجد .
ويرجع هذا الاستثناء إلى أن هجرة المسلمين إلى فرنسا بدأت معظمها بعد صدور قانون العلمانية لا سيما خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما فتحت فرنسا أبوابها للمهاجرين المسلمين من شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء لحاجتها إلى الأيدي العاملة لإدارة عجلة الإنتاج في المصانع الفرنسية و لمقاتلين في صفوف القوات المسلحة لحماية الأراضي الفرنسية من الغزو الألماني .
كما شهدت أيضا فترة الستينات و السبعينات من القرن الماضي موجة أخرى من هجرة المسلمين إلى فرنسا بسبب الازدهار الاقتصادي الذي شهدته فرنسا خلال هذه الفترة .
إفطار جماعي
في سياق آخر وفي خطوة غير مسبوقة ظهرت دعوات في باريس لتنظيم إفطار رمضاني جماعي تحت برج إيفل في العاصمة للتواصل بين مسلمي فرنسا وتمكين غير المسلمين من التعرف على أجواء شهر رمضان بعدما أضحى مشهدًا من مشاهد المجتمع الفرنسي.
وطرح هذه الفكرة شابان فرنسيان من أصل مغربي بالتعاون مع جمعية "أنوار المغرب" الفرنسية وجاءت الدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أنشئت الشهر الماضي صفحة خصيصًا للحدث على فيس بوك، جمعت قرابة 400 شخص، الهدف من ورائها هو إقناع أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالمشاركة في إفطار جماعي تحت برج إيفل.
ورغم أن التجمعات غير المرخصة ممنوعة بفرنسا إلا أن القائمين على الحدث - الذي يعد الأول من نوعه الذي تنظمه الأقلية المسلمة بفرنسا - لم يحصلوا بعد على ترخيص من دائرة الشرطة وذلك قبل ثلاثة أيام من موعده الموافق 20 أغسطس الجاري عند التاسعة والربع وهو موعد الإفطار حسب توقيت باريس.
غير أن القائمين على الحدث لا يعيرون اهتمامًا كبيرًا لذلك رغم الموقع الاستراتيجي الحساس الذي اختاروه والذي يعد أكثر المواقع السياحية زيارة بفرنسا يقصده آلاف الأشخاص يوميًا. ويقول رئيس جمعية أنوار المغرب لمويني عبد الله: "لا أحد سيمنعنا من الأكل والشرب تحت برج إيفل نحن بصدد طلب ترخيص لهذا الإفطار الجماعي من دائرة الشرطة في باريس، ولكن من سيمنعنا من الأكل والشرب في حدائق برج إيفل".
ويتساءل السيد فكير " لماذا سنمنع من المشاركة في هذا الإفطار تحت برج إيفل، بما أننا لن نخل بالأمن العام، ولن تكون هنالك لا مشروبات كحولية ولا موسيقى، ولا مطالب سياسية ولا دينية، كما أننا لن نقيم لا صلاة المغرب ولا التراويح، سيكون الأمر على شكل "بكينيك" فكل يوم يلتقي الناس في الحدائق والأماكن العامة لتناول وجبات غذاء جماعية".
ورغم عدم وجود تعداد رسمي دقيق لمعرفة عدد المسلمين في فرنسا لتعارض إجراء الإحصاءات على أساس دينى مع قانون العلمانية، إلا أن البعض يقدر عدد المسلمين في فرنسا ما بين 6 إلى 8 ملايين مسلم من إجمالى الشعب الفرنسي البالغ تعداده 63 مليون نسمة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة