الفساد الإعلامي في شهر رمضان!
كتب بواسطة منبر الداعيات
التاريخ:
فى : تحقيقات
1406 مشاهدة
الفساد الإعلامي في شهر رمضان!
سباق محموم يجري في شهر رمضان الكريم، تتنافس فيه القنوات الفضائية بعرض البرامج الأكثر تنوّعاً وجاذبية التي تُبدَّد بسببها الأوقات أو يتمّ فيها دس السُّم في الدسم.
وحول هذا الموضوع أجرت مجلة «منبر الداعيات» مقابلات مع العديد من الأخوات في عدد من المناطق اللبنانية حيث تحدثن عن رأيهن في هذه البرامج.
برامج الفضائيات الرمضانية!
اتفقت الطالبتان دموع كعدة (طرابلس) ورحمة الشمالي(بيروت)على أنّ: ما يُعرض على الشاشة بشكل عام غير أخلاقي وغير نافع، ونبّهت الموظفة فاطمة عبد العزيز (صيدا) إلى أخطار متابعة هذه البرامج بالقول: هذه المحطات الفضائية أغلبها يرسّخ مفهوم التغريب بأشكاله كافة، وصنّفت الطالبة صباح المحمد(طرابلس) البرامج التي تُعرض في شهر رمضان المبارك: فمنها الجيد الهادف ومنها السيء؛ وتعلّق المُخرجة هبة حبّال: إنّ البرامج المخصصة لشهر رمضان جميلة بعد الإفطار وتصوّر لنا الحياة الواقعية، وتوافقها الرأي حسيبة حمصي (علاج فيزيائي، بيروت) التي تجد أن الكثير مما يُعرض مسلٍّ، وتتابع البرامج الثقافية والطبية والدينية، وكذلك سماح الخطيب (ربة منزل، صيدا) التي ترى أنّ بعض البرامج ممتعة وبعضها الآخر ممّل؛ مع تأكيدإنعام(طالبة) على أنّ هذه البرامج لا علاقة لها بشهر رمضان.
المكاسب والخسائر
بالنسبة للمكاسب، تؤكّد ريشان قوّاص (ربة منزل، بيروت) أنه لا يوجد مكاسب تجنيها، وأضافت فاطمة عبد العزيز أن المكاسب تنحصر في انتقاء البرنامج الهادف دينياً، واجتماعياً، وثقافياً، وعلّقت سماح الخطيب، قائلة: أصبحتُ أعلم أكثر عن ديني، أما مريم الشافعي ورهام رمضان (طالبتان من بيروت) فتعتبران أنّ من المكاسب التعرّف على بعض المشاكل الاجتماعية، وتضيف مريم حمّود (طالبة): بعض المسلسلات تعلّمنا كيف نتصرّف في حياتنا وكيف نتعامل مع الآخرين وتنقل لنا معاناة الأسر التي تعيش في هذا الزمان؛ بينما تتابع روى رمضان (طالبة) المسلسلاتلتمضية الوقت، وللشعور بالترفيه، وللتخلص من الإحساس بالجوع.
أما بالنسبة للخسائر فيكاد الجميع يتفقون على أن هذه المسلسلات تشدّ المشاهد للجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة مما يهدر العمر الثمين ويُلهي عن ذكر الله وعن الطاعات والعبادات، وبالنسبة للبعض عن الأعمال المنزلية أيضاً.
البرامج الرمضانية وإذكاء شعلة الإيمانيات
أجابت عبير نقوزي (ربة، منزل صيدا): في هذا الشهر بالذات لا أشاهد إلا محطة القرآن الكريم، ثم بعض البرامج على إحدى القنوات الدينية، أما إنعام فتعتبر أن البرامج الدينية المعروضة لا تساعد على إذكاء الإيمانيات. وتقول سعاد حوري (مندوبة، بيروت) إنها تشاهد النقل المباشر للتراويح فقط، أما هبة حبّال فتحرص على تعلّم الأدعية وواجبات الصيام عبر التلفاز، وتحرص ريشان قوّاص على متابعة سير الصحابة والشخصيات المهمة التي لا تعلم عنها شيئاً.
وتعترف مريم الشافعي وروى رمضان وتغريد أنهن يتابعن المسلسلات أكثر من إقبالهن على الروحانيات. أما سماح الخطيب فبالعكس، بينما تشعر رهام رمضان أنّ منسوب الروحانيات عندها يرتفع في شهر رمضان، عندما لا تتابع المسلسلات، ويزيد عند حنان بهذا الشهر الكريم الالتزام من ناحية الحرص على ختم القرآن إلى صلاة النوافل والتصدّق. وختمت عبير ذياب (صيدا) بالقول: لا يجتمع الطيب والخبيث معاً، فإذا كانت الصائمة تحرص على الطيب فلا بدّ لها من ترك الخبيث، ولكن لا بأس من مشاهدة برنامج مسلٍّ إذا لم يكن فيه ضرر على الأخلاق أو العادات أو القيم.
تقويم الرسائل التي تستهدف شريحة الصائمين من خلال المواد المعروضة
وللتعليق على الموضوع استضافت المجلة الدكتور أنور الشلتوني من الأردن (دكتوراه في الفقه وأصوله من الجامعة الأردنية - خطيب ومحاضر).
1. «منبر الداعيات»: ما تقويمك للرسائل التي تستهدف شريحة الصائمين من خلال المواد المعروضة؟ وهل يُنقص ذلك من أجر الصائم؟
· إن الله جل وعلا قد اختار شهر رمضان فبارك في ساعاته ودقائقه وثوانيه، فهو سوق يقوم وسرعان ما ينفضّ.. يربح فيه من يربح.. ويخسر فيه - والعياذ بالله - من يخسر؛ فكيف يليق بالمؤمن الذي علم ببركة أوقات رمضان وسرعة مرورها أن يضيعها بلهو عابث وتقليب لأزرار التلفاز على ما يضرّ وقليلاً ما ينفع?
ولا شكّ أن الرسالة عند هؤلاء واضحة وهي: إشغال الصائمين عن هدف رمضان التربوي الأسمى، وإبعادهم عن التأثّر بروحانيات رمضان لئلا يحصِّلوا ثمرة التقوى التي ذكرها المولى سبحانه بقوله: (لعلكم تتقون).
فتجد المسلسل يتعارض مع صلاة التراويح... وقد يسهر المشاهد فيضيع عليه السحور المبارك وصلاة الفجر.. فضلاً عن ركعات رمضانية في جوف الليل يتقوّى بها على قسوة قلبه طيلة أيام السنة...!!
والعجيب أن كثيراً من الناس لا يُقبل على كتاب الله حتى في هذه الأيام بحجة الانشغال، وتراه يقضي على الفضائيات ما يقضيه؛ فلله دره كم ظلم نفسه...!!
ولا أقول إن المشاهدة المباحة تُنقص من أجر الصيام لكنها تُفقده روحه وثمرته وتُنقص من بركته.
أمّا المشاهدة المحرّمة فلا شك أنها تُنقص من أجر الصيام؛ فلا بد أن تصوم العين ويصوم اللسان وتصوم الجوارح عن الحرام، ورُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش..
المسلسلات الرمضانية والقيم النبيلة
2. «منبر الداعيات»: ماذا تقولون لمتتبعي بعض البرامج والمسلسلات «الرمضانية» بحُجة أنها تعكس قيماً نبيلة أو تعرض لمشكلات اجتماعية مفيدة، رغم ما يكتنفها من مخالفات ومغالطات شرعية ظاهرة وخَفِية؟
· مهما كانت هذه المسلسلات ذات فائدة، فيكفي أنها مضيِّعة لوقت رمضان الثمين الذي لا يعود؛ فكيف إذا حوَتْ صوراً ومشاهد لا يرضاها الله من تكشّفٍ للعورات وحبٍّ محرّم ووقوع في الشهوات بينما الملائكة باسطة أيديها للتائبين المسبِّحين التالين الداعين؟!!
فإن كان من نصيحة أهديها لإخواني وأخواتي فهي أن لا نتابع المسلسلات بأنواعها؛ ففي تلاوة القرآن وصلة الأرحام وتفقّد الجيران وموائد الإطعام واعتكاف الليالي الفاضلة ما يشغل وقت المؤمن الحق عن مثل هذه الترهات.
دور الفضائيات في متابعة هموم الأمة
3. «منبر الداعيات»: هل ينبغي أن يقتصر دور الفضائيات الإسلامية في رمضان على التوجيه الإيماني؟
· لا ريب أنّ القنوات الفضائية الإسلامية تبذل جهداً في رمضان مشكوراً.. لكن المطلوب من هذه القنوات أن تجمع شمل الأمة في رمضان وتناقش قضاياها، ففي رمضان معانٍ من الوحدة الإسلامية التي ينبغي أن تسود لا سيما أن كثيراً من الناس يعودون إلى الله في رمضان ويكون بداية توبتهم...
فلا بدّ من استثمار هذا الشهر إعلامياً بما يتناسب مع هموم الأمة وحاجاتها وعلى رأسها: فلسطين والأقصى والعراق وأفغانستان, ونهضة الأمة وتميز أفرادها: الشباب والفتيات خاصة.
ولنذكر دائماً أن رمضان عنوان انطلاق الأمة وعزتها في غزوة بدر، وفتح مكة وحطين وعين جالوت.. وأكبر أمجاد المسلمين.
نسأل الله أن ينفعنا ويرفعنا في رمضان.. بفضله وإحسانه... آمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة