الأميركية الحافظة للقرآن كارول سربنسكي
(كارول) الأمريكية... منّ الله تعالى عليها بنعمة الهداية؛ فخرجت من الظلمات إلى النور: (ولكنَّ اللهَ يَـمُـنُّ عَلى مَن يَـشَاءُ مِن عِبَاده). ضربت المثل في علوِّ همّتها؛ فلقد حفظت كتاب الله مجوّداً.. وتلقّت القراءات العشر وجلست لإقراء الطالبات بمكة المكرمة!
هل سمعتم بهذا الاسم من قبل؟ فمن هي هذه الأمريكية المهتدية؟ وما قصّتها؟
الشيخ إلياس أحمد البرماوي مدِّرس القرآن الكريم بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألّف كتاباً أسماه: «إمتاع الفُضلاء بتراجم القُرّاء» ضمّ تراجم نادرة لـ 16 قارئة من حَفَظَة كتاب الله الكريم بمكة المكرمة، و15 قارئة من المدينة المنورة، إضافة إلى 20 قارئة من العالم الإسلامي. اللافت في هذه التراجم أن القارئات المكّيات ما زلن يعشن بين أظهرنا ويمارسن تحفيظ القرآن الكريم وتدريس تجويده وقراءاته، فكلهن على قيد الحياة.. ولقد عرض المؤلِّف في كتابه ترجمة لكارول إكين فقال عنها: هي الشيخة كريمة بنت هنري بيتر سربنسكي، واسمها قبل إسلامها: (كارول إكين سربنسكي)، ثم سمَّتْ نفسها الاسم (كريمة كارول سربنسكي) بعدَ أنْ أسْلَمَتْ. وُلِدَت في مدينة مادِسون، في ولاية وسكانسن في أمريكا الشمالية، يوم السبت 13/5/1376هـ= 15/12/1956م.
حياتها العلميَّةنشأتْ ودرستْ في مدينة مادِسون، وتخرَّجتْ منَ الثانوية العامة بدرجة الشَّرف عام 1395هـ، ثم الْتحقتْ بجامعة وسكاسن في مدينة مادِسون، وحصلتْ فيها على شهادة البكالوريوس العلمي في العلاج الطبيعي عام 1399هـ، وعملتْ في هذا الاختصاص لمدَّة سنتين، وخلال هذه المرحلة كانت تقرأ بعض الكُتُب العامة عن الدين الإسلامي الحنيف، فأسلمتْ، ثم تزوجتْ، وانتقلتْ مع زوجها إلى جُدَّة بالمملكة العربية السعودية عام 1401هـ، وعملتْ في المستشفى العسكري أكثر من سنة، ثم توقفت عن العمل، وتعمَّقت في دراستها في الكتب الدِّينية باللغة الإنجليزية الموجودة آنذاك، حيث قرأتْ عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقرأتْ عن فضل أهل القرآن الكريم وحُفَّاظ كتاب الله عزَّ وجلّ، فشرعتْ في حفظ القرآن الكريم، حتى أكرمها الله عزَّ وجلّ بحفظ كتابِه، مع دراسة التجويد خلال سبع سنوات ثم تلقَّت القراءات العشر، وجلستْ للإقراء، ولقد قرأت عليها العديد من تلميذاتها القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وأُخريات قرأن عليها القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الطَّيِّبة، وقرأتْ إحدى تلميذاتها عليها ختمة لحفص عن عاصم من الطريقين.
وهي الآن وكيلة فنِّية في مدرسة «دار الهدى» حيث أسست قسم الناطقات بغير اللغة العربيَّة، وتُشْرف على موقع في الإنترنت يُجيب عن أسئلة السائلين والسائلات حول أحكام التجويد.
وما زالت -حَفِظَها الله- تقوم بالتدريس والتعلُّم، أطال الله في عُمُرها، وثَبَّتَها على الحقِّ، وأحسن خاتمتَها، إنَّه سَمِيعٌ مُجِيب.
وللشيخة كريمة - حَفِظَها الله - سلسلة كتب بالإنجليزية عن أحكام تجويد القرآن معتَمدة في مدارس إسلامية في أمريكا.
فالله يرفع بهذا القرآن الكريم أقواماً ويضع به آخرين. والشيخة كريمة حُجّة أيضاً على عباده؛ فليس العجب من امرأة أعجمية أسلمت ثم حفظت القرآن الكريم ثمّ علّمت، ولكن العجب من شباب وبنات آباؤهم وأمهاتهم وأجدادهم وجَدّاتهم ومَن حولهم على دين الإسلام، ويتحدثون باللغة العربية، ولا يكاد ينشط أحدهم لحفظ جزء من كتاب الله بإتقان وتجويد وبتدبّر وتفكّر. سبحان الذي هداها للإسلام، ثم زرعها في خير البقاع، لتؤتي أُكُلها كل حينٍ بإذن ربها.
فكم في الزوايا خبايا، وكم في الناس بقايا.
(المعلومات عنها مستفادة من موقع الألوكة).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة