خطيبتي والنقاب
أرجو الافادة: خطيبتي تريد أن تلبس النقاب ولها اصرار غريب على لبسه. قناعتي هي كما قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرء جب الغيبة عن نفسه". فإن لبست المرأة النقاب في مجتمع يخلو من النقاب كانت في موقع الكلام والنظر اليها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أخي المبارك...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وجزاك الله خيراً على حرصك وبحثك عن الحق حيث كان
لا بدّ أن تعلم أخي المبارك أن إصرار زوجتك على النقاب الشرعي لهو أمر محمود، عليك أن تشجعها وتكن معها وتعينها على طاعة الله ولك أجر ذلك؛ أما ما ذكرت من حديث ( رحم الله امرءً جب الغيبة عن نفسه ) فهو حديث لا أصل له. ولا يصح نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم وفقك الله لطاعته اعلم أن كون خطيبتك يتكلم عنها الناس لأجل أنها أطاعت ربها خير من أن يتركها الناس وهي مخالفة لأمر ربها، ونصيحتي لكل محبّ لله ورسوله أن يتعامل مع الله في جميع شؤونه ولا يجعل كلام الناس يأثر في إيمانه، ولا بد أن تعلم أخي المبارك أن من سلك طريق الحق لن يسلم من أذى الناس؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوذي في الله واتهم بالجنون والكذب والسحر حتى وصل به الحال إلى أن طرده قومه من بلده... فما كان منه إلا أن صبر وصابر وعلم أن وعد الله حق فنصره الله. قال الله تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر }.
واعلم أخي أن غمسة واحدة في الجنة تنسيك هموم الدنيا كلها مهما عظمت؛ فكن لخطيبتك معيناً على طاعة الله ولا تجعل الناس أكبر همك فإنهم لن ينفعوك إذا وقفت بين يدي الله وحدك، وعليك بما أمر الله وإن خالفك الناس .. قال الله تعالى: { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون }.
فخطيبتك ذاقت حلاة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان على مرارة كلام الناس فلم تبالي، فتذوق حلاوة الإيمان بحسن الظن بالله ولا تعن الشيطان على زوجتك وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم فكن مطمئناً ولا تبالي بأحد، واعلم أن الله معك ولن يضرك أحد ولو اجتمعت عليك الجن والإنس إلا بأمر قد كتبه الله عليك.
نفع الله بك وسهّل أمرك وفتح لك أبواب خيره وفضله وبركته وهداه أينما كنت وكيفما اتجهت، وجمع بينك وبين زوجتك في خير وعلى خير.
الواعظ الناصح
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن