أسرار البنات
نجد من أسرار البنات التي لا بد من التأكيد على أهميتها، الانفعالات العاطفية التي تشعر بها ولا تعرف كيفية التصرف معها، ولا يتناهى إلى سمعها غير (الحُبّ حرام) و(لا يجوز الحديث مع الجنس الآخر)، بينما يحدثها قلبها بأمر آخر ويخبرها شعورها بنبض مختلف...
فهي لا تجد سوءاً في البحث عن تلبية نداء الحُبّ وملء كأسها بما تهواه نفسها، وتوافقها زميلاتها وأقرانها فكُلُّهن يعشن الحالة المشابهة مع التفاوت في التعبير السلوكي عنها، ويرجع ذلك إلى البيئة التي تعيش كل واحدة فيها.. وتتولد من الانفعالات أسرار سلوكية تشكل تهديداً حقيقياً للفتاة إذا لم توجَّه بطريقة ناجحة وبأسلوب مدرك لما سيتركه من أثر في نفس الفتاة.
وهنا لا بد من التأكيد على أهمية العلاقة بين الأم وابنتها، وعلى طريقة تقبُّل الأم لهذا التطور الذي حدث معها وكيفية احتواء هذه التغيرات، وتوجيه الفتاة إلى ما يصلح من شأنها ويعدّها إعداداً مميزاً.
ومن أهم أسس الرعاية الانفعالية التي ينبغي أن يهتم بها المربون عامة والأمهات خاصة ما يلي:
1. ربط المراهقة باللّه تعالى وتعليمها كيفية الالتجاء إلى اللّه سبحانه وتعالى في كل الحالات.
2. توكيد الثقة بالنفس للمراهقة، وذلك من خلال تحميلها مسؤولياتٍ مختلفة، والثناء عليها، والابتعاد عن النقد الجارح.
3. تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية في حياة المراهقة، وتقبُّل الحساسية التي تنتابها في هذه المرحلة؛ مع استغلال المواقف لتوجيه سليم نحو الرشد والإدراك الفكري.
4. تعويدها على المرونة والضبط، وذلك من خلال تحليل المواقف ومناقشتها بعيداً عن شخصنة المربي (كقوله: قلت لكِ لا تفعلي... أنتِ لا تستمعين لنصائحي... هذه نتيجة عدم الالتزام بما أطلبه منك... وغيرها من العبارات التي تدل على تسلط الحوار من جهة المربي).
5. توليد مشاعر الإيثار لديهن من خلال إشراكهن في بعض الأعمال الخيرية على صعيد البيت أو المدرسة.
ومن أسرار البنات نظرتهن إلى ذواتهن، ففي الفترة التي تبدأ فيها بالنضج الجسدي وتحرك الانفعال الداخلي يحصل أنها ترى الجنس الآخر لا يعاني ما تعاني، سواء من الناحية البيولوجية أو من الناحية الاجتماعية، فيتولد لدى البعض نظرة دونية عن ذاتها وأنها أقل قدراً من الفتى، ويلعب الأهل دوراً بالغ الأهمية في هذا التفكير.
فإذا لم يتدارك الأمر من بدايته بتعزيز شعور التميز لدى الفتاة وبأنها مخلوق كامل اختصه اللّه تعالى بصفات غير ما اختص به الرجال، فإن كثيراً من الفتيات يتجهن إلى تقليد الشباب في سلوكهم وطريقة لبسهم وحديثهم وتعاملهم؛ مما قد يؤدي إلى خطر الشذوذ لدى ضعاف النفوس.
فإلى المربين بجميع أطيافهم نقول: "أسرار البنات في حسن التعامل معهن وتقبّل الاختلاف بيننا وبينهن، وفي اختيار أنقى الوسائل التوجيهية التي تحفظهن وتغرس المبادئ التي تصلح مجتمعاتنا من التلوث الفكري والسلوكي".
فتياتنا كنزنا الثمين بين أيدينا فلنحفظه بعناية رشيدة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن