إلى الضانين بأنفسهم: ما فاتكم لا يمكن تعويضه!
كتب بواسطة أغيد الطبّاع
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1949 مشاهدة
ما أكثر المتربصين بالغد.. المفرطين بصيد يومهم!
منذ البداية عرفت بعضا من أولئك الأفاضل الذين قرّروا أن يحتفظوا بأنفسهم الثمينة ذخرا للمرحلة القادمة.. و أن ينأوا بها ما استطاعوا عن تكاليف واستحقاقات المرحلة (التي كانت حينها) راهنة!!
تعاطفوا نعم.. ولكن بقدر مدروس!
تفاعلوا أحيانا.. و لكن بمشاعر باردة بعض الشيء!
هتفوا للثورة ودعوا لنجاحها.. و لكن بأصوات خافتة جدا وأحيانا كثيرة في قلوبهم فحسب!
علت أصواتهم أخيرا.. و لكن للتعبير عن مللهم و يأسهم و إحباطهم من الإنتظار!
ومضت الأيام و الشهور فالسنوات
وهم يراقبون بحزن أحيانا و بفرح أحيانا أخرى..
ولكنهم لم يغيرّوا كثيرا من نمط حياتهم المعتاد و هم يتربصون بمرحلتهم كي يبدأوا
..
اليوم، وبعد أن نظرت في عيون الكثير من الشهداء
وشرفت بحق بصحبة الكثيرين من أولئك الذين لم تمنعهم إمكانياتهم ومسؤولياتهم وحياتهم المستقرة ومستوى وعيهم وتحصيلهم و... من أن يكونوا حطب المرحلة وأن يكتووا بنارها الكاوية،
يؤسفني فعلا أن أخبر أولئك المتربصين
أنّ ما فاتهم لا يمكن تعويضه
وأنّ المرحلة التي ضنوا وما زالوا بأنفسهم (النوعية الفاخرة) عليها هي مرحلة التأسيس والصياغة والتكوين..
ذات المرحلة التاريخية التي سُبكت فيها نماذج مثل:
أبو بكر ومصعب بن عمير وعمار بن ياسر وصهيب الرومي وعمر بن الخطاب والزبير وعلي وطلحة و.. ليتقاسموا الأدوار فيما بعد ما بينهم، فكان منهم شهيد مؤسس ومعمار فريد ولبِنة متماسكة ، وأنّ من آمن بعد الفتح لم يكن كمن ساهم في صنعه،
واسألوا عمر الفاروق إن لم يعجبكم كلامي!
ما علّمتني إياه الفترة الماضية أنّ عين الحكمة هي اغتنام الفرصة ، وأنّ مُنتظر الغد لا يعدو كونه مقامراً فاشلاً
، وأنّ الفرصة ما زالت متاحة لأمثال خالد وعمرو بن العاص ليدركوا أنفسهم قبل أن يمنّ الله بالفتح متى شاء كي تكون لهم بين يديه غدا سابقة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة